أحرف أمويّة
شعر: إبراهيم أحمد دغيم
*منبر أدباء بلاد الشام
- سورية
يمَّمتُ شَطرَكِ حين غمَّ الأليلُ
علّي أَصُوغُكِ أنجُماً لا تُوصَلُ
أوْ أنْ أصوغَك أحرفاً أمويَّةً
فيها معاويةُ الفُراتُ المنهل
ولقد أتيتكِ حين ناداني الهوى
وَأتيتُ ألثُمُ ما أرى وأقبِّلُ
مِنْ ثَمَّ رُحْتُ مطأطئاً في حيِّها
وبِكلِّ محرابٍ لها أتبتَّلُ
فعسى أجمِّلُ بعض نفسي حينما
ألقى الكرامَ بِحيِّها
وأُعلِّلُ
وأُجمِّلُ الرُّوح الَّتي هامَتْ بِهِا
فَجَمِيلُ بَثْنَةَ في بُثينةَ يَجْمُلُ
أبحرتُ فيك وَمَا رَسوْتُ بِشاطئٍ
إذْ إَّن بحرَكِ شاطِئاً لا يقبلُ
فرأيتني أصحو وأغفو تارةً
وَبِغارِ موجِ بِحارِها أتكلَّلُ
عتَّقتِ أقداح الهوى وسَقَيْتِنا
يا لَلْقِداح وماِ بها كمْ تُثْمِلُ
فخُمورُنا لا تسْتَساغُ وبعضُنا
لوْ رامَ شُرباً لا منَاصَ سَيَقْتُلُ
يمَّمتُ شطرَكِ والأسى في مهجتي
وشُجُونُ قلبي في الهوى لا تُحْمَلُ
وعلى شفاهي من مرارة ما أرى
شِيحٌ أزِينُ به الشِّفاهَ وحنظَلُ
سافرتُ فيكِ وَكَمْ رأيْتُ بِرِحلَتي
عِزَّاً يتوقُ إلى الوِصالِ ويأمَلُ
ويُسائِلُ القلبَ المُعنَّى أيْنَ هُمْ
أهلي، وأيْنَ القوْمُ أيْنَ، ويسأَلُ
وَيَفِيضُ دمعاً حينَ أُطرِقُ قائِلاً
ما عادَ خَيْلٌ
للعروبَةِ تَصهَلُ
سافرتُ فيكِ فَعُدْتُ
منكِ بِنشْوَةٍ
أُمويَّةُ الأنفاسِ لَيْسَ تُبدَّلُ
فَدِمشْقُ مهدُكِ يا وليدةَ يوسفٍ
يا نِعمَهُ مهدٌ ونِعمَ
المنْزِلُ
أنا من رُبا الشَّامِ الأبيَّةِ قادِمٌ
وعلى المُحيَّا مِنْ هَواكِ قرنفُلُ
أنا قادِمٌ علِّي أضُمُّ تُرابَها
ولعلَّني مِن عزِّها أتكحَّلُ
وأتيْتُ أجري والحرُوفُ بِجُعبَتِي
لَكِنْ بَدَتْ وكأنَّها
تَتَملمَلُ
وإذا بِها قدْ أطرَقَتْ يا خجْلَتي
إنَّ المعاني حينَ وصفِكِ تَخْجَلُ
يا قُدسُ يا أرض
الطَّهارةِ إنَّني
آتٍ إليكِ بما حَمَلْتُ
وَأحمِلُ
آتٍ إليْكِ ولَيْسَ يُثني همَّتي
قَيْدٌ وإنْ في المعصَمَيْنِ يُسَلْسَلُ
وبِغزَّة الأحرار حطَّتْ
رِحلَتي
وعلى ثَراها كم أروحُ
وأُقبِلُ
يا غزَّةُ الشَّمَّاءُ فيكِ تعلُّقي
ولَكِ انتِمائي، أنْتِ منْ أتخيَّلُ
يا دمعة الأطفالِ يا ألَمَ الجَوى
يا صيحة الأحرارِ حينَ تُولوِلُ
سطَّرْتُمُ المجْدَ العَظِيمَ بأحرُفٍ
النُّور منْ ألحاظِها يَتسلَّلُ
وبَنَيْتُمُ الصَّرْحَ العظِيمَ بِهمَّةٍ
فالصَّرْحُ فيكمْ ليْسَ فيهِ تَقَلْقُلُ
فهناكَ أهلُ المجْدِ لوْ
ألْفَيْتَهُمْ
ألفَيْتَ صحْبَ مُحمَّدٍ قَدْ حوَّلُوا
لَبِسُوا رِداء الموْتِ دونَ مهابَةٍ
ليسوا بِمَن مِنْ عهدهِ يتنصُّلُ
فَغَدا بِهِمْ ثوبُ
المنيَّةِ مُخمَلاً
وَبِهِمْ تَباهى لَوْ دريتَ المُخمَلُ
يا منْ أضأتمْ بالسُّيُوفِ منائراً
وَبِكمْ سُيُوف المسلمين سَتُصقَلُ
أنتُمْ رَسَمتُمْ لِلْإباءِ طريقَهُ
فَزُهورُ عزِّ فِعالِكمْ لا تَذْبُلُ
أنتم سلكْتُمْ خيْرَ دربٍ في الحيا
وَدُرُوب منْ سَلَكَ الخَنَا تَتَزَلْزَلُ
يا غزُّ إنِّي قَدْ
رَأيْتُكِ قِبْلةً
وأتيْتُ أدعو عندَهَا وأُهلِّلُ
ولَّيْتُ وجهي شَطْرَ مجْدِكِ ساعةً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق