أعلان الهيدر

الاثنين، 16 مارس 2020

الرئيسية "دعيني أغفو .. " للشاعر حكمت بشنق

"دعيني أغفو .. " للشاعر حكمت بشنق





دعيني أغفو ..
شعر: حكمت بشنق.
*"منبر أدباء بلاد الشام" ـ لبنان.


دعيني أغفو.... فصلاتي حروفٌ                   
دمي مَدادُ الريشةِ ... قلبي دواتي
فوق جبينِ القصيدةِ أطبقتُ جفنيَّ
لا النعاسُ يهدهدُ لي ..
ولا وسنٌ بالراحةِ يُغريني ... بل
فِراشُ الصفحاتِ السُمرِ يناغشُني
ورائحة السطورِ......... تغويني
في حُضنِها.... الوذُ بدفءٍ ساحرٍ
أرددُ صلاةَ الحرفِ ....... أُنشدُه
وصمتيَ المجنونُ يغازلُ مني هُدبَ خاطرةٍ
لاحت بفستانِ أنوثتِها على شُرفة البالِ
أغوتْ سلاماً ساكناً من شذاهُ العطرُ يفوحُ
أغمضتُ جفنيَّ طوالَ الليلِ...
من دونِ أن أغفو كأنني سهرٌ/
وأطيافُ حنينٍ خلفَ إغماضةِ العينِ تلوحُ
تلملمُ الخواطرَ تجمعُ من زهورِ الفكرِ باقةً
تُرَتِلُ في حضرةِ الكتابِ مزاميرَ عشقٍ
ومن أنغامِها عبقٌ برقةِ الإحساس يبوحُ
ويراعٌ عنيدٌ... ينادمُني
راقصَ بريشةِ الإيمانِ أوراقي
وحين أثمَلهُ الحرفُ بات يذرفُ وجعي
ينحَتُ رخامَ ذاتي سابراً أغوارَ أعماقي    
يخُط ّ على شفاهِ الريحِ الساكنِ نزقي
تقمصَ حالتي وأطبقَ جفنيهِ منتشياً
يراقصُ السُهدَ على الورقِ
وحين ذبُلَتْ عيونُ المدادِ وشارفتْ
سكرةُ الحبرِ أن تقضي على سهري
ضَعُفَتْ أناملي من حولِ جيدِ بهائِههِ
فتوسدَ ضناهُ العابقَ بأريجِ دواتهِ
واتكأ صامتاً كي لا يوقظَ قلقي
غفونا معاً في حضنِ دفءِ الحروفِ
وعهدُنا أن نبقى على شفاهِ القصيدةِ متّحدَينِ
كاتحادِ أديمِ السماءِ بحُمرةِ الشفقِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.