القصيدة
المحمدية
*شعر : محمد شريم*
{المقطع الذي نظمه الشاعر محمد شريم من "القصيدة المحمدية" وهي قصيدة مطولة ، شارك في نظمها نخبة من الشعراء العرب ، وصدرت عام 2017 عن مؤسسة "صدانا الثقافية" في الشارقة ( الإمارات العربية المتحدة).}
إِنِّيْ بِرَوْضِكَ قَدْ أَطْلَقْتُ
أَطْياريْ
وَقُلْتُ حُبَّاً (أَبا الزَّهْراءِ) أَشْعـــاري
وَرَدَّدَ البُلْبُلُ الغِرِّيْدُ فِي
خَلَـــديْ
لَحْناً تُناغِمُهُ أَوْتــــــارُ أَفْكــــــاري
مَدْحاً لِقَدْرِكَ يا مَنْ لَيْسَ يَعْدِلُهُ
فِي
الإِنْسِ وَالجِنِّ ذو شَأْنٍ بِمِقْدارِ
كَمْ قَدْ مَلَكْتَ عَلى الأَزْمانِ
أَفْئِدَةً
وَكَمْ حَظِيْتَ مِنَ الدُّنْيـــــا بِأَنْصارِ!
مِمَّن أَحَبُّوكَ حُبَّاً لا يُماثِلُــــــهُ
حُبٌّ
بِأَعْيُنِ عُشَّــــــاقٍ لِأَقْمــــارِ
وَما الغَرِيْبُ بِأَنْ ضَمَّتْكَ أَنْفُسُهُمْ
كَما
البَراعِمُ ضَمَّتْ حُسْنَ نُوَّارِ؟!
أَلَسْتَ أَعْظَمَ مَنْ فَوْقَ الثَّرى
خُلُقاً
وَأَبْعَــدَ الخَلْـــقِ عَنْ أَدْرانِ أَوْزارِ
حَتَّى لَبِسْتَ بَياضَ الثَّلْجِ
مُتَّخِذاً
ثَوْباً مِنَ الطُّهْرِ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ العارِ؟
أُنْهِلْتَ عِلْماً عَظِيْماً مِنْ مَنابِعِهِ
لا
ظَنَّ فِي الأَمْرِ.. لا تَأْوِيْلَ أَحْبارِ
فَفُزْتَ مِنْهُ بِخَيْرٍ قَدْ حَظِيْتَ
بِهِ
كَحَظْوَةِ الزَّهْرِـ إِنْ يَظْمَاْ ـ بِأَمْطارِ
وَقَدْ أَذَقْتَ شُعُوْبَ الأَرْضِ قاطِبَةً
مِنْ
قَطْفِـــهِ عَسَلاً تَذْويقَ مُشْتـــــارِ
فَسَابَقَ العُرْبُ أَهْلَ العِلْمِ عَنْ
ثِقَةٍ
وَنافَسُوْهُمْ بِهِ فِيْ كُـــلِّ مِضْمــــارِ
فَكَانَ فِي الدِّيْنِ والدُّنْيا لَهُمْ قَبَسٌ
يَهْدِيْ إِلى الرُّشْدِ هَدْياً كُلَّ مُحْتارِ
فَالْهَدْيُ فِيْ أَصْلِهِ عِلْمٌ
وَمَعْرِفَةٌ
وَنَهْجُ حَــقٍّ يُماشَى بَعْدَ إِقْــــرارِ
وَالحقُّ فِي الأَرْضِ مِنْ رِفْقِ السَّماءِ
بِها
وَلا يُرَسَّخُ حَـقٌّ دُونَ نُصَّـــــــارِ
وَلا نَصِيْرَ لِحَقٍّ يُسْتَعــانُ بِهِ
بِغَيْرِ
سَيْفٍ مِنَ الإِصْلاحِ بَتَّــارِ
فَكُنْتَ أَنْتَ إِمامَ المُصْلِحِيْنَ
بِها
لِتُنْقِذَ الأَرْضَ مِنْ إِفْســـادِ فُجَّارِ
أَزَلْتَ شَوْكاً بِجَهْلِ المُفْسِدِيْنَ نَما
لِيَنْبُتَ
النَّخْلُ مُزْداناً بِأَثْمـــــــارِ
مَا كُنْتَ فَظاً غَلِيْظَ القَلْبِ
مُنْتَقِماً
بَلْ قَدْ دَعَوْتَ بِتَبْشِيْرٍ وَإِنْـــــــذارِ
وَسُدْتَ بِالحِلْمِ لا بالسَّيْفِ
مُحْتَمِلاً
جَهْلاً تَعاظَمَ مِنْ تَدْبِيْرِ أَغْـــــــرارِ
وَالحِلْمُ واحَةُ خَيْرٍ سَرَّ مَنْظَرُها
تَزْدانُ
بِالعَفْوِ في صَحْراءِ أَشْرارِ
فَكانَ عَفْوُكَ لِلإِسْلامِ مَنْفَعَــــةً
كَمْ
فُزْتَ بِالعَفْوِ فِيْ إِسْلامِ كُفَّارِ!
يا أَنْفَعَ النَّاسِ فِي الدَّارَيْنِ أَنْتَ
لَنا
نُوْرٌ بَهِيٌّ إِذا اشْتَقْنـــا لِأَنْـــــوارِ
بِالرُّوْحِ نَأْتِيْكَ كَيْ نَشْتَمَّ رِيْحَ
هُدى
فَالعِطْرُ يُنْشَقُ مِنْ أَرْدانِ مِعْطارِ
وَنُسْرِعُ الخَطْوَ فِيْ دَرْبٍ مَشَيْتَ
بِهِ
بِكُلِّ عَزْمٍ وَتَأْكِيْـــدٍ وَإِصْــــرارِ
حَتَّى نَنالَ رِضا الرَّحمنِ
خَالِقِنـــــا
رَبِّ العِبَادِ الكَرِيْمِ الوَارِثِ البَاري
فَنَبْلُغَ الفَوْزَ فِي الدُّنْيا
وَسُؤْدُدَهـــا
مِنْ بابِ عِلْمٍ وَإِيْمـــــانٍ وَإِيْســارِ
وَنُدْرِكَ الخَيْرَ فِي الأُخْرى
وَأَنْعُمَها
فِيْ ظِلِّ عَرْشٍ وَجَنَّاتٍ وَأَنْهــــارِ
فَيا إِلَهِيَ هَيِّئ مَـــا
يُحَبِّبُنـــــــــا
بِسُنَّةٍ أُثِرَتْ عَنْ خَيْرِ مُخْتـــــــارِ
حَتَّى نَنالَ إِذا قُمْنا شَفاعَتَـــــــهُ
يَوْمَ
الحِسابِ ـ جَمِيْعاً ـ عِنْدَ غَفَّارِ
واكْتُبْ ـ بِفَضْلِكَ ـ أَنْ نَرْوى
بِصُحْبَتِهِ
مِنْ خَيْرِ حَوْضٍ ، وَأَنْ نُعْفى مِنَ النَّارِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق