أعلان الهيدر

الخميس، 26 مارس 2020

الرئيسية "غريد الشيخ" في "لقاء متخيل مع جرير"

"غريد الشيخ" في "لقاء متخيل مع جرير"








لقاءٌ مُتَخَيَّلٌ مع جرير

بقلم: غريد الشيخ

*"منبر أدباء بلاد الشام" ـ لبنان.

رحل اليوم تاركًا في حياتي فراغًا كبيرًا.. عجيبٌ أن نُحِبَّ إنسانًا رغم ما فيه من الصفات التي لا توافقنا ولا تُعجبنا..
تعرَّفت إليه منذ أشهر قليلة، وأصبح رفيقي الدّائم، حتّى عندما سافرت إلى دمشق لزيارة أمي وإخوتي ذهب معي.. كنت أتركه لبعض الوقت ثم أسرع عائدة إليه بشوق كبير، يبتسم بسخريته المعهودة ثم يقول متهكّمًا: سرعان ما عدتِ، قلتِ إن لديك مواعيد كثيرة وأعمال! أجيبه معترفة: نعم، لكن بي شوقًا غريبًا يدفعني للعودة بسرعة.
ساعات طويلة كنت أقضيها بين يديه، يقصُّ علي حكاياته الغريبة، ورحلته التي بدأت باقتحامه عالم العنف والمشاجرات، وخلافاته مع الآخرين، وكيف كان يتوصّل في النهاية إلى إذلالهم وإنزالهم  إلى أسفل السافلين.
كنت أعترض أحيانًا على أسلوبه الفظ وكلماته النابية، لكن سرعان ما كانت رقّته ولطفه ووداعته تدعوني لأن أغفر له.
هل تعرفون الآن مَن هو رفيقي.. إنه جرير..
مَن جرير؟
جرير الشّاعر يا أصدقائي.. تتعجبون وجرير مات قبل اثني عشر قرنًا وبعض السنوات!
نعم.. مات ولكنه كان بزيارتي لمدة شهر كامل.
سأحكي لكم الآن كيف كان شاعري العظيم والحبيب رفيقًا لطيفًا لي لمدة أشهر.
اتّفقت مع دار النشر التي أتعامل معها على شرح دواوين الشعر. اختارَ أولًا جرير وسلّمني إياه، نظرت إلى الغلاف الأسود واسم شاعري المفضّل الذي حفظتُ، كما حفظ كثير منكم قصيدته الرائعة والتي يقول فيها:
(إنَّ الـعيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ     
                    قَتَلْننا ثـمَّ لـم يـُحْيينَ قَـــــتلانا
يَصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراكَ به    
                  وَهُــنَّ أضعفُ خـلقِ الله أركــانا
أتبعتُهم مقلةً إنسانُها غَرِق          
                هل يا ترى تارك للعين إنسانا؟
يا أُمَّ عمرٍو جَزَاكِ الله مغفرةً        
                رُدِّي عليَّ فؤادي كالذي كانا
ألستِ أحسنَ مَن يمشي على قدمٍ            
                يا أملحَ الناس كلّ النّاس إنسانا)
ضممتُ المُجَلَّدَ الضَّخم بسعادة إلى صدري، لا بدَّ أنني سأعيش مع شاعر الغزل اللّطيف الذي دغدغ مشاعرنا في قصائد عديدة، وأيضًا حملنا معه في رحلة حزنه على زوجته التي توفّيت، فرثاها بقصيدة تحمل كل معاني الوفاء والحب واللّهفة:
(لولا الحياءُ لَهَاجَني استعبارُ       
                      ولَزُرْتُ قَبركِ والحبيبُ يُزَارُ
ولَّهْتِ قلبي إذ علتني كبرة          
                       وذوو التَّمائم من بنيك صغارُ)
وأخاطبُ نفسي: إذن فرحلتي مع الشّعر هيّنة ليّنة مع شاعر لطيف..
وصلتُ إلى البيت وتناولت غدائي بسرعة، أبي يقول: اجلسي قليلًا لنتحدث.. أُسرع إلى غرفتي، إنّه ينتظرني مناديًا إيَّايَ بإغراء شديد.
تقدَّمت منه: اجلس يا صديقي فلنبدأ رحلتنا.
ويبدأ جرير بإنشاد القصيدة الأولى:
(حَيُّوا أُمامةَ واذكروا عهدًا مضى          
              قبل التّصدُّع من شماليل النَّوى)
قاطعتُه: حسنًا يا صديقي تمهَّلْ، لماذا تستعملُ هذه الألفاظ الصّعبة، اشرح لي الشّماليل، النّوى، التَّصدّع.
نظر إليّ ساخرًا: أيّتها الشّابّة ليست ألفاظي صعبة، بل إنّكم أنتم تخلّيتم عن اللّغة الأم، واخترتم ألفاظاً بعيدة كلَّ البعد عن لغتكم الأصيلة العريقة..
- حسنًا يا صديقي نحن كذلك، ولا بدَّ أن ألفًا ومائتين من السّنين جديرة بهذه التغييرات بما يتناسب مع زمننا الحاضر والتكنولوجيا الحديثة، فنحن مثلًا لم نعد نستخدم النّوق في تنقّلاتنا، ولا الظعائن حتى نعرفَ أنواعها وتفاصيلها.
يهزُّ رأسَه: نعم، نسيت هذا؛ لكل زمان تقنياته، ولا بدّ من لغة تتناسب مع هذه التقنيات، حسنًا يا عزيزتي، أُمامَة هذه كانت من اللّواتي أحببتهن وقد صارت زوجتي فيما بعد، والتّصدع هو الفراق، أما شماليل كلّ شيء فهو بقاياه.
أفهمتِ الآن؟..
- نعم.. نعم، فهمت.. تفضل أكمل.
يتابع بغُنّة في صوته:
(قالت: بَليتَ فما نراك كعهدنا                    
                 ليت العهود تجدّدت بعد البلى)
وأستمع إلى هذا العتاب الرّقيق بين الشّاعر وحبيبته التي تلاحظ تقدّمه في العمر وانحناء ظهره والخضاب بلحيته، وينتقل من الغزل الرّقيق الناعم إلى مدح هشام بن عبد الملك وذكر عطاياه ومكارمه، ثم يذكرُ حاجة قبيلته (بني تميم) إلى عطاء ورضا الخليفة.
وتنتهي القصيدة وفي أكثر الأوقات كنت أستوقفه لأسأله عن بعض الألفاظ، التي ما كنت أفهمها وأغضُّ الطَّرفَ عن أخرى، على أمل أن أرجع إلى (ابن منظور) لأسأله عن معناها.
انتهت جلستنا الأولى ونظر إليَّ قائلًا: تعبتِ هاه.. هل تعلمين كنَّا نقفُ في سوق المربد فنقول القصائد ارتجالًا، ويتحدَّى الواحد منّا الآخر بأبيات قد تتجاوز الخمسين، وكان النّاس حولنا يقفون ويسمعون أشعارنا، وكثير منهم كان يحفظ من المرة الأولى ثم يرويها، وهكذا كانت تنتقل في الأمصار سريعًا؟
قلت: بأسرع ممَّا ينتقل الخبر اليوم بالأقمار الصّناعية..
ضحك وقال متمنيًّا: لو كانت الأقمار الصّناعية التي تتحدّثين عنها وهذه التكنولوجية الحديثة في أيامنا لعملنا العجائب.
أجبتُه بابتسامة: الحمد لله.. لقد عملتم العجائب دون هذه التكنولوجيا.
وَدَّعْتُه بعد أن أحسستُ بتعبٍ وإرهاق شديدين، قال: لا بدّ أنك ستنامين طول نهار الغد؟
قلت: نعم، بعد هذه السّهرة الطّويلة.
قال: إنّها قصيدة واحدة!
أجبته: لكنّها كعشر قصائد، بل مائة.
تركتُه وذهبتُ خلسةً إلى الغرفة الثّانية، وفتحت الورقة الصغيرة التي كتبت فيها الكلمات التي لم أفهمها، وبدأت بالاستفسار من (ابن منظور) الّذي حفظ اللّسان العربي، وبدأت أبحث.. أغلب الشواهد عند ابن منظور من شعر جرير! يا إلهي، وكأن جرير قد فصَّلَ قصائده لتكون شواهد للغة العربية، وباتّفاق مع صاحبه ابن منظور.
السّاعةُ الآن الرابعة فجرًا.. مرّت الساعات بسرعة، لكنني فهمت القصيدة جيدًا.. حسنًا، فككت طلاسمها، وهذا سيساعدني غدًا لأفهم التي تليها.
في السادسة تمامًا كان جرير يوقظني.. نظرت إليه، قال:
-     قومي أيتها الكسولة، الساعة الآن السادسة، لو كنتِ في أيامنا لكنتِ حلبتِ العنز ورعيت الماشية ورجعت إلى خبائك في مثل هذا الوقت.
عركتُ عيني: حسنًا، ما دمتَ قد أيقظتني باكرًا، أخبرني، هل صحيح أن والدك..
قاطعني ضاحكًا: نعم.. نعم، والآن ستقولين إنَّني عاقٌّ بوالدي، لكن اسمعي، هل رأيتِ والدًا يتسلَّلُ في الفجر ليرضعَ ضَرع العنز حتَّى لا يحسّ أبناؤه العشرة الصّغار ويلحقوا به ليقاسموه!
قلتُ: صحيح أنّه كان بخيلًا؟
قال: نعم، وجدّي أيضًا، الخَطَفَى، تعرفينه؟ كان بخيلًا أيضًا رغم أنه كان غنيًّا، لكنه كان شاعرًا وعالِمًا بأنساب العرب، وأذكرُ أنه كان يقرأ شعره علينا وشعر الآخرين، وهكذا أستطيع أن أُؤكِّدَ أن موهبة الشّعر لديَّ ولدى أبنائي من بعدي هي إرثٌ من هذا الرجل.
قلت: إذن، فمن أورثكم هذه الموهبة ليس بخيلًا كما تدّعي.
هزَّ رأسه قائلًا: نعم، فهذه الموهبة هي التي فتحت لي أبواب الخلفاء على مصراعيها، فمدحتهم بأجمل مدائحي، وحصلتُ بالمقابل على المال الكثير.
قلت: وهذه الموهبة أيضًا هي التي جعلتك الهَجَّاءَ الأول، وهذا ما جعل القبائل يخافونك ويشترون أعراضهم وكرامتهم بالمال.
قاطعني قائلًا: أنا لا أحبُّ الهجاء، لكن كانوا هم يبدؤونني وأنا لا أستطيع أن أعفو، وكان لا بدَّ أن أردَّ عليهم الصاع صاعين، حتى لا يُعاوِدوا الكرّة.
قلت: لكنك كنت تظلمُ الناس أحيانًا، لا سيّما عندما كنت تتحدّث عن النّساء وتحطّ من كرامتهن، وتصفهنّ بما ليس فيهن من صفات شائنة.. وأنا أذكر أنني قرأت مرّة أنك كنت وحتى آخر حياتك تستغفر الله من ذنب اقترفته بحقّ جِعْثن؛ أخت الفرزدق، بعد أن أشبعتها إهانة وخزيًا.
أطرَقَ قليلًا وقال: نعم.. ربما ظلمتها..
أردت تغيير الحديث: حسنًا، أخبرني عن قصتك مع الرّاعي النّميري.
لمعت عيناه بشدّة وابتسم ابتسامته الساخرة وقال:
-     لقد كان الرّاعي يفضل الفرزدق عليّ، فعاتبته مرّة وقلت له إن كان بإمكانه إذا سأله الناس أن لا يفضّل أحدنا على الآخر، منعًا للشَّرّ، ويوم كنت أعاتبه كان معه ابنه جندل، الذي ضرب البغلة التي كان والده يركبها، فأطار قلنسوتي على الأرض، يومها أحسست أنه لا بد من انتقام أكبر.
ذهبت إلى المنزل وطلبت كعادتي باطيّة من نبيذ..
قاطعته بابتسامة: أعلم لقد قالت العجوز التي كنت في ديارها إنها قد رأتك تحبو على الفراش عريانًا، فاستغربت الأمر وقالت لأصحاب الدّار: إن ضيفكم مجنون.. هل كنت تفعل هذا دائماً؟!
ضحك وقال: اسمعي بقيّة القصة:
كتبت ليلتها ثمانين بيتًا في بني نمير وختمتها بقولي:
(فغُضَّ الطَّرْفَ إنّك من نُمَيْرٍ             
                فلا كعبًا بلغتَ ولا كِلابا)
ولمعت عيناه بشدّة وكأن القصّة تتكرّر الآن، وقال وهو يُهَمِمُ: الله أكبر، لقد أخزيتُه إلى آخر الدّهر.
وتابع: ثم في اليوم التّالي دهنتُ شعري كعادتي، وجمعت أطرافه ولبست أحسن ثيابي وركبت حصاني واتّجهت إلى المربد؛ إلى حيث يجلس الراعي والفرزدق وجماعتهما.
ودون أن أُسلِّمَ عليهم وجّهت كلامي له وكان اسمه (عبيد): يا غلام، قلْ لعبيد، أبَعَثَك نسوتُك تكسبهن المال بالعراق! أما والذي نفس جرير بيده، لترجعن إليهن بميْر يسوءهن ولا يسرهن.
ثم قلت قصيدتي التي أسكتت الجميع، وأذلَّت بني نَمير إلى آخر الدّهر.
قلت: وماذا عن الفرزدق؟
قال بتفكير: في يده والله نبعةٌ من الشعر قد قبضَ عليها، وقد كنت وإيّاه نتبارى ونغرف من نبع واحد.
قلت: اسمع ما قاله عندما سُئل عنك، قال: (والله لو تركوه لأبكى العجوز على شبابها والشابة على أحبابها، ولكنهم هرّوه فوجدوه عند الهِراش نابحًا وعند الجراء قارحًا).
هزَّ رأسه وقال: إن خلافاتنا لا تجعلنا نحيدُ عن قول الحقيقة، والنقد الصّحيح الخالي من التّحيّز.
توالت الأيام، ولقاؤنا يبدأ منذ ساعات الصّباح الأولى ولا ينتهي حتى الهزيع الأخير من اللّيل، وكان تعلّقي به وبسماع أشعاره يزداد يومًا بعد يوم.. فقد بدأت أفهم المفردات جيدًا، لا سيّما عندما كان يحدّثني عن مناسبات القصائد وعن أيام العرب، والمعارك التي يفتخر بها بقبيلته وشجاعتها، ويذمّ فيها القبائل الأخرى.
وفي أوقات كثيرة كنت أستحضرُ كتاب نقائضِه مع الفرزدق، فينشدني قصيدة وأقرأ له جوابها من شعر الفرزدق، فيعود بتفكيره إلى تلك الأيام ويستحضر الذّكريات، فيبتسم حينًا وحينًا آخر يطرق حزنًا.
سألته مرَّةً: وماذا عن الحبّ في حياتك؟
قال: الحبّ يا عزيزتي ملأ حياتي ووجودي كلّه، أحببت زوجاتي اللواتي عشن معي حياة هادئة لطيفة، وبادلنني الحب حبًّا والودّ ودًّا.
ثمّ لمعت عيناه وتابع:
-     عشت حياتي مع الأنثى بكلّ ما فيها من تواصل ولهفة.. نغم لا يتوقف أبدًا، وما زال صداه في داخلي، وأثره في شعري وكلماتي.
قلت: ورغم ذلك فأنت في بعض شعرك تشكو وتستعطف وتعتب وتتضرّع، ألم تقل:
(قلبي حياتي بالحِسانِ مُكَلَّفٌ              
                 ويُحِبُّهنَّ صَداي في الأصداء
إنّي وجدت بهن وَجْدَ مُرَقَّشٍ               
                  ما بعض حاجتهن في عناء
ولقد وجدتُ وصالهنّ تَخَلُّبًا                
                    كالظّلّ حين يفيء للأفياء)
أجابني مبتسمًا: أنا يا أستاذة إنّما أعاتب ولا أحقد، بل على العكس؛ فهو - كما ترين - عتبٌ لطيف ناعم.
قلت: نعم، فهذا العتب يبدو وكأنه نوع من التّرف أو من لزوم القصيدة.
قال: نعم.. وقد اعترف الكثيرون من النّقّاد بأن شعري في الغزل هو الأجمل والأصدق.
نظرت إليه: لا عجب في ذلك، وأنت تحمل هذه النّفس العفيفة، وهذه الرّقّة في الطّباع، وهذا التّمسّك بالدين..
قال: نعم.. نعم.. وكم كنت أتمنّى لو أنهم تركوني ولم يعتدوا عليّ، لما انجررتُ إلى الهجاء المقذع.
قلت: كنت تأخذ الكثير من المال مقابل مدحك للخلفاء، فماذا عن قصتك مع عمر بن عبد العزيز؟
قال: لقد مدحته بأجمل مدائحي، ورغم أنّه لم يعطني المال، فقد خرجت من عنده راضيًا، وقلت عندما سألني قومي في ذلك:
(تركتُ لكم بالشّأم حبل جماعة                   
                أمين القوى مستحصد العقد باقيا
وجدت رقى الشيطان لا تستفزه                  
              وقد كان شيطاني من الجنّ راقيا)
في اللّيلة الأخيرة، جرير ينشدني قصيدته الأخيرة، وأنا ساهمة واجمة..
يناديني من حين لآخر: هيه.. اسمعي هل فهمت هذا البيت؟ إنه يعني كذا وكذا..
وأهزُّ رأسي علامة الفهم، وعندما أنهى القصيدة كلّها نظر إليَّ نظرةَ المُتَفَضِّلِ وقال: هيّا لقد انتهينا، لقد قرأتُ لك شِعري كلّه في أشهر قليلة، وقد استغرقتُ في تأليفه سنوات طويلة من حياتي.
قلت بحزن: كنت أتمنّى لو نستمر في القراءة لفترة أطول.. تعوّدتُ أن تقرأ لي كل يوم من قصائدك، فأنا أتعجّلُ الفجر ليطلعَ لأستمع إليك.
قال بلهجة الناصح الخبير: حسنًا يا عزيزتي، لقد قضينا وقتًا ممتعًا، رغم أنه كان مُمِلًّا في بعض الأحيان بالنسبة إليك، لكثرةِ ما رجعت لصديقنا (ابن منظور) أو إلى صديقنا (ياقوت)، لتتعرّفي إلى الأماكن التي كنت أمرّ بها في شعري، لكن تذكّري أن هناك شعراء آخرين سيزرونك عندما أرحل، وقد تجدين المتعة مع بعضهم، لا سيما أنك ستتعرفين إلى شعراء من طبائع مختلفة وشخصيات مميزة.
لمعت عيناي بفرحٍ: نعم.. قد يأتي بعدك مباشرة المتنبّي أو المَعرّي أو البحتري.
قال مقاطعًا: وقد يأتي صديقي الأخطل!
قلتُ: فليأتِ، فإنّني أعرف اللّغة التي يتكلّم بها، فهي شبيهة إلى حدٍّ كبير بلغتك.
قال: حسنًا، لقد بدأتِ تتأقلمينَ مع هذا الجوّ الجديد الذي تعيشينه.
انتهت سهرتنا الأخيرة..
وها هو يومي الأول بعيدًا عن جرير.. أعلمتم من هو صديقي الذي رافقني لأشهر قليلة وملأ علي حياتي..؟
إنه جرير.. جرير

هناك 3 تعليقات:

  1. أحبائي
    الكاتبة المبدعة غريد الشيخ تغوص دائما في أعماق إبداع الكبار
    وتقدم عالمهم إلى المتلقين بعد تبسيطه وحجب بعضه أحيانا لما فيه من تجاوز قد يؤثر على الصغار
    لكنها قد تراجع نفسها وتقرر أن تعيد ماحجبته خضوعا لمصداقية المبدعين في الطبعات اللاحقة وتعتبر ذلك أفضل خيار
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه..واحترام بعضنا البعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    جمال بركات..رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

    ردحذف
    الردود
    1. أستاذنا الأديب الكبير جمال بركات..أتفق معك في كل ماقلته عن هذه الكاتبة المتميزة وأنت عودتنا في تعليقاتك المميزة على الشبكة أن تقول في بضعة سطور ماتعجز عنه صفحات كثيرة
      وأنا أفترح عليك وعلى الكاتبة غريد الشيخ التعاون في المستقبل وسيكون تعاونا مثمرا

      حذف
  2. غريد الشيخ حقيقة مبدعة حقيقية وتحاول أن تقدم أعمالا متميزة تسجل في ذاكرة المتلقي

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.