الجزائر: في مقالته "كلمة المنبر" التي تصدرت صفحات "منبر أدباء بلاد الشام" في صحيفتي"المواطن" و"البصائر" الجزائريتين الورقيتين ـ وهي الصفحات التي ناصر بها أدباء المنبر قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب ونشرتهما الصحيفتان المذكورتان بالتعاون مع مسؤول ملف الأسرى في سفارة دولة فلسطين في الجزائر ـ تحدث المنسق العام لمنبر أدباء بلاد الشام رئيس مجلس إدارة المنبر في فلسطين الشاعر محمد شريم تحت عنوان "مازال الأسرى يحرسون الجبل!"عن المكانة المحورية للأسرى ضمن مجمل النضال الوطني الفلسطيني باعتبارهم مازالوا في موقع متقدم من النضال في الوقت الذي شهد فيه النضال تراجعاً في العديد من الساحات . وفيما يلي نص المقالة:
مازال
الأسرى حراس الجبل!
بقلم : محمد شريم
*المنسق العام لمنبر أدباء بلاد الشام، رئيس مجلس إدارة المنبر في فلسطين.
في الزمن
الذي يطغى فيه الطغيان ، ويسود فيه الفساد ، وتتغير فيه المواقف تغير الفصول ، حتى
تفقد بوصلة الحكيم قدرتها على التوجه السليم ، تجد الأمة نفسها وقد هبطت إلى الدرك
الأسفل من الإنجاز في كل مجال ، وعلى كل صعيد ، سواء أكان ذلك في الميدان السياسي
أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي ، وغير ذلك من الميادين.
وفي حالة
كهذه ، ليس من المستغرب إن رأيت الكثيرين يهبطون عن الجبل سريعاً ، وفي عز المعركة
، عندما تكون الأمة في حالة اشتباك ، وذلك لأحد أمرين : إما لطمع في الفوز
بالغنيمة ، أو لخوف من وطأة الهزيمة!
ومع ذلك ،
لتجدن من يبقى على الجبل صابراً صامداً ، وكأنه الجبل من تحته جبل ، لا يطمع في
هذه ، ولا يخاف من تلك ، وهؤلاء هم الذين شاء لهم قدرهم ، ما تمنوه لأنفسهم ، وهو
أن تسجل أسماؤهم بحروف من ضياء في سجل الخالدين.
وهذه الجماعة فئتان ، فئة طلبت الموت لتمنح
الأمة الحياة، وأخرى دخلت السجن لتهب أمتها الحرية ، وصدق من قال:
ففي القتلى
لأجيال حياة = وفي الأسرى فدى لهمو وعتق!
بالنسبة
للفئة الأولى ، والذين سطرت أسماؤهم في سجل الشهادة ، فهؤلاء غادروا الدنيا
بشقائها ورخائها ، ولم يتبق لهم فيها ، ومنها ، غير الثناء والدعاء.
أما الفئة الثانية ، فهي تلك التي سطرت أسماء
المنضوين تحت لوائها ، في سجل الوفاء الدائم ، والعناء المستمر، ألا وهي فئة
الأسرى ، الذين لم يفت من عضدهم وطء سنوات ثقال مرت عليهم ، وهم في الغرف المعتمة
، خلف القضبان ، صامدون في المحنة ، صابرون على البعد عن الأهل ، وعلى فراق
الأحبة، دون أن تهون لهم نفس ، أو تضعف
لهم عزيمة ، أو تلين لهم قناة ، مع أنهم ينتظرون الفرج مع إشراقة كل شمس ، ويحلمون
بالحرية كلما أطلت على المعمورة نجوم السماء التي لم يرها بعضهم منذ زمن بعيد !
هؤلاء
المنسيون في وطن منكوب ، اسمه فلسطين، ومن أمة مستضعفة ، شاءت لهم الأقدار أن
يتذوقوا بدل المرارة اثنتين : مرارة السجن ، وهي متوقعة ، ومرارة الخذلان التي لم
تخطر لهم يوماً على بال ، وهم يرون بعض أبناء الأمة يسارعون إلى مد يدهم إلى
السجان ، تارة في وضح النهار ، وتارة أخرى في الليل من وراء ستار.
ومع هذا الواقع الأليم ، وبما أن الخير في الأمة إلى يوم الدين ، فإننا ـ ولحسن الحظ ـ نرى من أبناء الأمة النجباء النبلاء الخلصاء من يحمل لواء نصرة الأسرى ، ويرفع الصوت عالياً للتذكير بقضيتهم ، ومن أبناء الأمة هؤلاء الإخوة الصحفيون العاملون في الصحافة الجزائرية ، ومنها الصحافة الورقية ، فلهم جميل الثناء ، وجزيل الشكر ، وعظيم الامتنان ، من فلسطين الأسيرة التي كانت ، ومازالت تنتظر من أبناء أمتها من يؤازرها بيده أو بلسانه أو بقلبه ، وهذا أضعف الإيمان !
ومع هذا الواقع الأليم ، وبما أن الخير في الأمة إلى يوم الدين ، فإننا ـ ولحسن الحظ ـ نرى من أبناء الأمة النجباء النبلاء الخلصاء من يحمل لواء نصرة الأسرى ، ويرفع الصوت عالياً للتذكير بقضيتهم ، ومن أبناء الأمة هؤلاء الإخوة الصحفيون العاملون في الصحافة الجزائرية ، ومنها الصحافة الورقية ، فلهم جميل الثناء ، وجزيل الشكر ، وعظيم الامتنان ، من فلسطين الأسيرة التي كانت ، ومازالت تنتظر من أبناء أمتها من يؤازرها بيده أو بلسانه أو بقلبه ، وهذا أضعف الإيمان !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق