أعلان الهيدر

الأحد، 16 يناير 2022

الرئيسية كلمة المنبر: "منبر أدباء بلاد الشام" ودوره في تعزيز التقارب بين الأدباء

كلمة المنبر: "منبر أدباء بلاد الشام" ودوره في تعزيز التقارب بين الأدباء

 



بقلم: فرحان الخطيب.
*شاعر من سورية، مساعد المنسق العام لمنبر أدباء بلاد الشام.

    يجمع دارسو التاريخ أن حصن الثقافة هو الحصن الأمنع في درء مخاطر الاعتداء، والتصدي لهجمات المعتدين الذين مافتئوا عبر التاريخ، ومن خلال احتلالات متعددة الصفات والجنسيات يعملون معاولهم في جدار الثقافة العربية، وأنّى لهم أن يحققوا مرادهم وأهدافهم، ومرد ذلك إلى أن حملة الفكر العروبي لم يكونوا يوما إلّا عابرين للحدود السياسية المصطنعة والتي فرضت على هذه الأمّة لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها عبر هذا المقال، ولكن المتتبع لنتاج مثقفينا من ادباء وشعراء ومفكرين يرى ببصيرته قبل بصره، أن النتاج المعرفي العربي  لم يكن خاصاً بالبلد الذي أنجز وصدر فيه، بل كان محط أنظار القرّاء العرب وأبعد إنسانياً من التقوقع داخل أطر لاوجود لها في قصائد الشعراء وروايات الأدباء، ولعل منبرنا " منبر أدباء بلاد الشّام " الذي أشرف على تأسيسه وترأسه الصديق الشاعر محمد شربم يعتبر نموذجاً يحتذى لمثل ماذكرت، ويمثل صورة مثلى للعلاقات الوشيجة بين الأدباء العرب، وفي بلاد الشام على وجه الخصوص، وهو ذو صفة نزّاعة إلى التقارب والتعاون وإثراء لغة الأخوّة الشاهقة المعنى في مستواها الإبداعي، وخاصة إذا علمنا أن غرسة المنبر الأولى كانت قد زرعت ونمت من أرض فلسطين التي ترنو إليها عيون العرب جميعاً، بغية تحريرها من عدو بغيض وإعادتها إلى حضن أمتها كما كانت عبر التاريخ .

    ولم تكن فكرة تأسيس المنبر مجانية الهدف، بل كان العمل والتعاطي على قدر من المسؤولية من قبل الأدباء والشعراء الذين تنادوا بل تداعوا إلى أعمال إبداعية مشتركة، ولا أدل على ذلك من سلسلة القصائد العامودية المشتركة التي كان لي شرف رئاسة لجنتها، التي انجزت عدداً من القصائد ذات الغرض والهم المشترك.

    ولأن الجزائر كانت الحاضنة بإعلامها وصحفها لإبداعنا عبر  رئيس المنبر الشاعر محمد شريم كان لابد من توجيه التحية لها، ولأدبائها، وصحفها، وأخص جريدة "كواليس" التي أفردت للمنبر صفحة أسبوعية،  فبفضل إخوتنا في الصحف الجزائرية ازدهرت العلاقات الأخوية الأدبية، بين أدباء بلاد الشام وأهلنا في الجزائر وسائر أقطار المغرب العربي. ولم نشعر إلّا أننا كلنا في بلد واحد اسمه الوطن العربي الكبير. ونحن في منبر أدباء بلاد الشام ، نسعى إلى تقارب إبداعي عربي، وإلى توثيق عرى الوحدة الثقافية بين أقطار بلاد الشام متجاوزين كل ما يعيق وحدتنا الثقافية المستندة إلى حضارة جذورها ضاربة في أعماق الأرض ودوحة التاريخ ، حيث ننظر إلى أن تزهر هذه الثقافة مجدداً في أرض العرب الواحدة، لتتحق مقولة الشاعر :

بلاد العرب اوطاني ..

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.