أعلان الهيدر

الجمعة، 28 أكتوبر 2022

الرئيسية قبيل انعقاد القمة: "منبر أدباء بلاد الشام" يوجه رسالة تتعلق بالشأن الثقافي إلى الزعماء العرب.

قبيل انعقاد القمة: "منبر أدباء بلاد الشام" يوجه رسالة تتعلق بالشأن الثقافي إلى الزعماء العرب.

 



      بيت لحم - الجزائر : وجه المنسق العام لمنبر أدباء بلاد الشام الشاعر محمد شريم رسالة مفتوحة تتعلق بالشأن الثقافي العربي إلى الزعماء العرب، نشرتها له جريدة "الشعب" الرسمية الحكومية الجزائرية في عددها الصادر يوم أمس الخميس 27/10/2022 على كامل صفحتها السابعة ، مع تنويه عن الرسالة على الصفحة الأولى من العدد، وذلك  قبيل عقد مؤتمر القمة العربي  بعد بضعة أيام في العاصمة الجزائرية.

       وفيما يلي نص الرسالة:

أصحاب الجلالة والسمو والسيادة الزعماء العرب،
تحية الإيمان الذي لا ينطفئ له سراج، والعروبة التي لا تغيب لها شمس رغم جميع الصعاب،
نخاطبكم - يا زعماء الأمة دون استثناء - مخاطبة الأخ لأخيه، والولد لأبيه، ونحن منكم جميعاً على مسافة واحدة، وفي يقيننا أن أكرمكم عند الله أتقاكم، وأولاكم بالعروبة أبركم بها.
نخاطبكم اليوم، وأنتم تعدون العدة لانعقاد مؤتمركم الجديد، في بلد المليون شهيد، في الجزائر، ونحن لا ندري أنهنئها بكم أم نهنئكم بها، ومع ذلك، فإننا لنرجو الله أن نهنئ أنفسنا جميعاً بما سيتمخض عن قمتكم الموقرة من النتائج، وما سيصدر عنها من القرارات، وهو الأمر الذي لم نعتد أن نهنئ أنفسنا عليه من قبل، مادامت الأمور تقاس بخواتيمها. فكم تفاءلنا بعد كل مؤتمر بالوحدة فازددنا فرقة! وكم رجونا القوة فازددنا ضعفاً! وكم تمنت فلسطين الأماني فخاب ظنها، وتلاشى أملها!
ومع ذلك، وعلى الرغم من أن ضعف الأزهار يشي بقلة الثمار، ونحن نرى ما نرى من سوء الأحوال وتضاؤل الآمال، فإننا ننتظر منكم، وأنتم أصحاب الخبرة الطويلة والتجربة الجليلة، أن يكون الأمر في ختام مؤتمركم هذا مخالفاً لما مضى، ومغايراً لما سلف، بإعادة اللحمة وجمع صفوف الأمة بكامل أقطارها دون استثناء، للعمل على بناء مستقبل مشرق بديل.
إننا في منبر أدباء بلاد الشام، وهي جماعة أدبية مستقلة تضم بعض أدباء منطقة بلاد الشام، وعلى الرغم من كوننا – في الإطار الجماعي – قد اعتمدنا العوم بعيداً عن بحر السياسة اللجي وأمواجه المتلاطمة المتصادمة، باستثناء ما تعكسه مرآة العمل الإبداعي الفردي الخاص بكل أديب من مظاهر الواقع السياسي ومخرجاته، إلا أن واجب الوفاء وأصالة الانتماء لا يدعان مجالاً للأديب، أيّ أديب، إلا أن يعبر عن رأيه، بشكل فردي أو في نطاق جماعي، بما يرى فيه صالح شعبه وخير أمته، وأن يكون هو الناطق بلسان الشعب والمعبر عن ضمير الأمة على مسمع ذوي القرار وأصحاب السلطان. وانطلاقاً من هذا الواجب – وهو حق أيضاً ـ فإننا نتوجه إلى مقاماتكم العالية بهذه السطور.
إن أساس صرح الكيان العربي القوي المتين – يا قادة الأمة - هو الوحدة التي بدأت تتلاشى في السنوات العجاف الأخيرة – فوا أسفاه! - حتى من تعابيرنا ومفرداتنا، منذ أن استعضنا عن حلم الوحدة بخطة للتضامن، ثم برغبة في التعاون، حتى انتهى بنا الحال إلى ما تشهده الأمة في أيامنا هذه من التشظي والخلافات وحتى الصراعات، بما لم يكن يخطر لنا على بال أو تكشفه لنا نبوءة قبل سنوات قليلة ونحن ننشد مع إذاعاتكم التي ملأتنا حماسة وانتماءً: "بلاد العرب أوطاني"!
ولكن صرح الكيان العربي القوي وهو ينبني على أساس من الوحدة – يا من وفقكم الله إلى كل صلاح وفلاح – فإنه، كما تعلمون يقوم على أعمدة، كل عمود منها يمثل جانباً من جوانب الحياة أو حاجة من حاجات المجتمع، كالتربية والثقافة والعلوم الأساسية والتطبيقية والاقتصاد والسياسة، وغيرها، ولكن ما يقع ضمن اهتمامنا - كمنبر أدبي ثقافي في هذه السطور - من أعمدة الصرح العربي الوحدوي هو عمود الثقافة التي من المناسب أن يأخذ من خطط وبرامج واهتمامات المؤسسات الحكومية ما يستحقه هذا الجانب الهام من جوانب الحياة.
ولعل أول ما ينبغي أن يوجه إليه الاهتمام في ميدان الثقافة هو توفير البيئة الآمنة الحاضنة للإبداع الأدبي والثقافي الجميل في جو من الحرية المسؤولة التي لا تتجاوز معايير المجتمع العربي وخصوصيته الثقافية، فلا يمكن للأديب أن يشحن نفوس قرائه بالتوق إلى الحرية ما لم يكن هو نفسه حراً، ففاقد الشيء لا يعطيه!
وبالتوازي مع منح الحرية للأديب في عمله الثقافي، ينبغي العمل على محاصرة واستئصال كل مظاهر الفساد الذي تعاني منه الكثير من المؤسسات الرسمية والأهلية والنقابية الأدبية العربية، فشجرة الإبداع لا يمكن أن تنعم بشمس الحرية في جو مضبب بالفساد، وذلك إذا أردنا لتلك المؤسسات أن تتمتع بإدارات تتسلح بالإرادة في العمل، والكفاءة في التخطيط، والمواظبة في التنفيذ، والعدالة في الإنجاز بعيداً عن المصالح الشخصية أو الاعتبارات الفئوية أو التوجهات السياسية.
وبعد توفير هذين المنطلقين الضروريين لإنجاز أية خطة تهدف إلى الاهتمام بالشأن الأدبي، وإلى رفع عمود الأدب والثقافة العربية كما ينبغي أن يكون، نأتي لحاجة لا بد من توفرها لإنجاز تلك الخطة، ونعني توفير الموازنة اللازمة لذلك، فالموازنات الكافية هي الوقود الذي يمكنه أن يحرك قاطرة العمل الثقافي بانسيابية واستمرارية، ولا يتأتى ذلك إلا بتجاوز تلك المرحلة التي توضع فيها البرامج الثقافية في ذيل القائمة الحكومية عند رصد الموازنات.
فإذا توفرت الموازنات ذات الكفاية، في الأيدي ذات الكفاءة، فلا شك أن ساحة الإبداع الأدبي والثقافي العربية ستشهد الكثير من الإنجازات التي تقود إلى تطوير الواقع الأدبي وازدهاره، ومن تلك الإنجازات المنتظرة:
العمل على تجديد آلية التعاون الثقافي العربي وزيادة وتيرته، من خلال إيجاد مؤسسات أدبية وحدوية بشكل عملي، وليس صوري، ومن خلال تبادل الزيارات بين الأدباء وتنظيم الفعاليات المشتركة من مهرجانات ومؤتمرات ولقاءات بآلية شفافة وعادلة بعيداً عن الشللية ومبدأ تبادل المنافع.
والمبادرة إلى تأسيس دار نشر عربية موحدة تعمل على نشر إبداعات الأدباء العرب بشروط مشجعة، وأن تعمل على توزيع إبداعاتهم على جميع الأقطار.
ومن تلك الإنجازات المنتظرة أيضاً إقرار آلية لتوفير منح التفرغ للأدباء العرب، وأن تعمل الحكومات على مؤازرة الأديب مالياً بشراء نسبة من المطبوعات وتوزيعها على المكتبات التابعة للدولة.
وكذلك منها الإعلان عن جوائز أدبية عربية موحدة وفق آلية تتسم بالعدالة والحياد بعيداً عن الاعتبارات التي لا تمت إلى الإبداع الأدبي بصلة.
وتوفير المنابر الإعلامية العربية الرسمية الوحدوية التي تساعد على نشر إبداعات الأدباء في أرجاء الوطن العربي بشكل عابر للحدود وذلك من خلال الإعلام التلفزيوني والإذاعي والصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية.
ولعل من أهم ما يمكن أن ينتظر من زعماء الأمة في هذا السياق، هو تشجيع أدباء الأمة وإعلامييها ووسائل إعلامها على زيادة الاهتمام بقضايا أمتهم في إبداعهم الأدبي، وعلى رأس تلك القضايا ، قضية العرب المركزية "فلسطين".
وفي هذا السياق فإن من الوفاء أن نتوجه بالثناء إلى الجزائر الشقيقة وشعبها الحر الأبي على اهتمام وسائله الإعلامية الكبير بفلسطين وقضيتها العادلة، ومن تلك الوسائل الإعلامية الصحف الورقية الجزائرية، حيث خصصت ما لا تقل عن العشرين صحيفة ملاحق يومية تنشر أخبار فلسطين وطناً وشعباً، ومن تلك الصحف جريدة "الشعب" الرسمية واسعة الانتشار، ولعل أهم ما تعنى به هذه الصحف هو برنامجها في نشر الملاحق الخاصة بالأسرى الفلسطينيين والعرب لدى كيان الاحتلال، وذلك بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في الجزائر ومسؤول ملف الأسرى فيها الأخ أ. خالد عز الدين، حتى أن إحدى الصحف الجزائرية المعروفة وهي "الوسيط المغاربي" قد غيرت شعارها ليظهر أنها تعنى بالشؤون الفلسطينية أسوة بالشؤون الجزائرية.
وفي ختام رسالتنا هذه، لا يسعنا إلا أن نتمنى لكم طيب الإقامة، وحسن الإنجاز في الجزائر الحبيبة، واعلموا أن الإمة تنتظر منكم الكثير..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.