أعلان الهيدر

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

الرئيسية د. موسى الشامي : الفرنكفونيون يجهلون العربية وتراثها الضخم!

د. موسى الشامي : الفرنكفونيون يجهلون العربية وتراثها الضخم!





أجرى المقابلة: الشاعر محمد شريم
—————————————————————————————————————-    
د.موسى الشامي : مادام القرآن الكريم هو الكتاب المقدس عند المغاربة ،فلا خوف على العربية الفصيحة .
الشامي: وزراؤنا قدوة لأنفسهم ، عليهم فقط أن يحترموا دستور البلاد..
—————————————————————————————————————-  
محمد شريم : أرحب بك أخي الكريم و الصديق العزيز الدكتور موسى الشامي ،رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية و الناشط المعروف في سبيل حماية لغة الضاد مما يتهددها من مخاطر، وخاصة في المغرب الحبيب، في هذا اللقاء الذي أجريه معك لصالح موقع ” شرق وغرب” الإخباري العربي ومقره لندن ، لينشر في ركن ” رموز ثقافية ” .أهلا و سهلا بك.
   هل تتفضل بتقديم نفسك لقراء ” شرق و غرب ” بالطريقة التي تراها مناسبة ؟ و بضمن ذلك إنجازاتك الأكاديمية و المؤلفات ، مع ذكر أهم المؤسسات التي عملتبها.
د. موسى الشامي : لقرائكم الأعزاء أقول إنني لم أعد رئيسا للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية منذ 19 نونبر 2017و ذلك لأن للدمقراطية أحكاما احترمها شخصي. ما يجب أن يعرفه القراء الكرام هو أنني لست متخصصا في اللغة العربية و دراساتي الجامعية بالمغرب و”كندا” كانت كلها باللغة الفرنسية. و ميلي إلى اللغة العربية الفصيحة هو تعبير عن هويتي العربية . كما كنت أقرأ،في صغري ، باللغة الفرنسية ،كنت كذلك أخصص زمنا للمطالعة باللغة العربية الفصيحة وكتبت فيها عدة مقالات سأجمعها في كتاب قريبا بحول الله .( إليكم بعض مقالتي باللغة العربية الفصيحة على الخاص بالفيسبوك).ناقشت أطروحة الدكتوراه في سنة 1984 بمونتريال بكندا حول موضوع ( الأخطاء اللغوية عند التلاميذ المغاربة في الأقسام الفرنسية ) ، وبعدها التحقت بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط إلى سنة 2005.
محمد شريم : هل لك أن تضعنا في صورة واقع اللغة العربية في المغرب العربي بشكل عام،و في المغرب الأقصى بشكل خاص؟
د. موسى الشامي : بما أنني أدافع بشراسة عن الضاد، يمكنني أن أقول بأن اللغة العربية بخير في المغرب. لكن من سيزور بلادنا سيلاحظ أن الحرف اللاتيني هو المسيطر في كل مكان و أن الإدارة المغربية تشتغل غالبا باللغة الفرنسية، و يبدو لي أن دسترة الأمازيغية ( وهي أدوات لغوية متعددة في المغرب منها “تشلحيت” و “تريفيت” و ” تمازيغت” …) جعلت المسؤولين السياسيين  في المغرب يختبؤون في اللغة الفرنسية لأنه يستحيل على الدولة أن تعامل مختلف الشرائح المغربية بلغة كل واحدة منها. هذا حل سهل بالنسبة لهم، لكنه مؤسف. و إذا كنت أقول بأن العربية الفصيحة بخير، فإنني ألاحظ أن عددا هائلا من المثقفين عندنا عندما يكتبون في الجرائد و المجلات المغربية، فهم يكتبون بلغة عربية جيدة جدا. وعندما يظهرون على قنواتنا التلفزية فإن معظمهم يتكلمون العربية الفصيحة بطلاقة . وهذا الأمر لم نكن نلاحظه في أواخر السبعينيات . وقد تزايد عدد الملمين بالعربية الفصيحة بتزايد عدد سكان المغرب الأقصى و هذا ينطبق كذلك على باقي دول شمال إفرقيا والشرق العربي. كذلك تزايد عدد الإصدارات باللغة العربية الفصيحة بشكل يدل على أن لغة الضاد عندنا – رغم الاعتداء عليها ومحاصرتها- هو في وضعية أرقى مما كان عليه في السنوات الأولى من استقلال المغرب. 
محمد شريم : لماذا أسست مع بعض الحريصين على لغة الضاد “الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية”؟ وما هي أهم إنجازاتكم باختصار؟
د. موسى الشامي : كان ذلك في 17 مارس سنة 2007.و ما دفعنا إلى ذلك  هو الهجوم الشرس الذي كان يُمارس على اللغة العربية الفصيحة ، خصوصا من طرف الفرانكفونيين بالمغرب و الذين  يجهلون كل شيء عن هذه اللغة و عن تراثها الضخم . وكنا نود أن نشتغل باللغة الفرنسية للرد على خصوم العربية الفصيحة  باللغة التي يفهمونها. ولكن الذي وقع هو أن المعربين عندنا كانوا مشرذمين، فاخترنا قبل كل شيء أن نجمع شملنا بالدرجة الأولى قبل أن نخوض المعارك اللغوية التي نحتاج إليها. أما بالنسبة لأهم الإنجازات ، فقد يطول بنا الحديث عنها ، لكن اللغة العربية ظلت مهمشة رغم وجودنا بجانبها و أهم ما يمكن أن نقوله اليوم هو أن الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية استطاعت أن تخرج من رحمها عددا من الجمعيات  التي اكتسحت الساحة دفاعا عن الضاد .كنا الرواد و لنا أحفاد الآن و سيستمر الأمر هكذا  بحول الله …
محمد شريم :  فهمت منك مؤخرا أنك الآن بصدد العمل على تأسيس مؤسسة أخرى لترسيخ مكانة اللغة العربية و التراث العربي في المغرب. ما هي أهداف هذه المؤسسة،و إلى أين وصلتم؟ .
د. موسى الشامي : للغة العربية في المغرب وخارج المغرب حماتها وقد خرج من رحم الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية و في ظروف مضطربة جمعيات أخرى عابت علي شخصيا  أنني لا أطلب مساعدات من السلطات التي تدير الشأن السياسي و الاجتماعي بالمغرب و أن هذا حق من حقوق الجمعيات المدنية ، ولكن بالله عليكم ،هل من المعقول أن أطلب دعما ماديا من أناس يلاحظون التدمير الذي يلحق بالعربية الفصيحة   ولا يحركون ساكنا  و بيدهم سلطة القرار و المبادرة .من يدافع عن الضاد  عليه أن يضحي بوقته وصحته ووقته و ماله و أن يطلب من السلطات الرسمية الدعم اللغوي قبل كل شيء . هذا طبعا شجعني على التفكير في خندق آخر لمناصرة اللغة العربية الفصيحة زيادة على أن الدمقراطية التي نؤمن بها لا تسمح لنا أن نظل سنوات طويلة على رأس مؤسسة ما و كأن البلاد لا تتوفر على الكفاءات المناسبة .
أنتم تعلمون أن من بين خصوم  اللغة العربية  الفصيحة في المغرب فرانكفونيين يهاجمونها و هم لا يعرفون شيئا عن تراثها الحضاري الضخم و بالتالي  أرى شخصيا  أنه من واجبي و بما أنني فرانكفوني التكوين  أن أستعمل اللغة الفرنسية لإفهام هؤلاء أن معاداتهم للضاد  ينم عن قصر نظرهم للأشياء . و لهذا فكرت في “جمعية فرانكفونية لمناصرة الضاد”  ستستعمل اللغة الفرنسية لمناصرة الضاد أمام طغيان بعض الفرانكفونيين. .
محمد شريم : ما الفرق بين الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية و هذه الجمعية ؟
د. موسى الشامي : العربية الفصيحة بحاجة إلى جمعية مثل هذه حتى يفهم خصوم العربية من الفرانكفونيين أن هناك فرانكفونيين ، يفهمون طبعا اللغة الفرنسية و يحبون اللغة العربية الفصيحة .هذا الأمر ، أعتقد أنه سيربكهم و سيجعلهم  يغيرون موقفهم من الضاد. سلاحنا في هذا التغيير عند هؤلاء سيكون باستعمال اللغة الفرنسية  أولا و في الحجج الدامغة التي سيكون باستطاعتنا أن نشهرها في وجوههم. هذه التجربة ستكون الأولى من نوعها على الأرض المغربية.
   الفرق بين هذه الجمعية و الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية هي أنه ، في اعتقادي ، ليس هناك مصداقية في الدفاع عن الضاد  بالضاد نفسه.  فمن يتقنون اللغة العربية الفصيحة لا يحتاجون لمن يقول الخير في هذه اللغة،فهم يعرفونه و لاحاجة لهم لمحامين في هذا الميدان. و أما الفرانكفونيون الذين يجهلون اللغة العربية الفصيحة و يزدرونها ، فهم في حاجة ماسة لمن يفتح عيونهم  ليتضح لهم أن الصورة التي لديهم حول اللغة العربية الفصيحة هي صورة مغلوطة… و بمعنى آخر سنجعل ، بإذن الله، من اللغة الفرنسية أداة في خدمة اللغة العربية الفصيحة…  
محمد شريم : وما دور الحكومة و المؤسسات الرسمية في حماية اللغة العربية ؟ لماذا تترك لكم أنتم كجمعية هذا الأمر؟ أليس من واجب الدولة أن تقوم بذلك مع العلم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة ؟
د. موسى الشامي : هذا السؤال عليكم أن تطرحوه على الدولة.في المغرب لدينا نصوص قانونية جد متقدمة، لكنها  بالنسبة لدستورية اللغة العربيةالفصيحة فهي لا تطبق مع كامل الأسف. و الدمقراطية عندنا تسمح لنا بأن نتحدث في موضوع اللغة بكل حرية و أن نؤسس الجمعيات في هذا الشأن و لكن ضغطنا بخصوص اللغة العربية الفصيحة حتى تحتل مكانتها الدستورية في الواقع لا يأتي بنتيجة لأن أصحاب القرارهم أصحاب القرار وهم في موقع القوة الآن .
محمد شريم : بالمناسبة أتذكر أن إحدى الوزيرات في المغرب قالت قبل سنوات إنها تشعر بالدوارمن اللغة العربية؟ هل تذكرها و هل ما زال بعض الوزراء عندكم يشعرون بالدوار من لغة الضاد.؟
د. موسى الشامي : هذه الوزيرة ربما ندمت على ما قالت لأنها أقيلت من منصبها و لا أستطيع أن أؤكد لكم أن ما فاهت به بخصوص اللغة العربية الفصيحة هو سبب إقالتها . هذا الذي قالته السيدة” الَحَيْطي” ( الوزيرة السابقة المكلفة بالماء. وقد جرفها الماء فعلا) هو استهزاء بالدستور المغربي الذي ينص على أن اللغة العربية الفصيحة هي لغة رسمية …ومن خلال كلامها يمكننا أو يمكن لأي أحد أن يعتقد أن هذه الوزيرة تشعر بالدوار عندما يخاطب ملك البلاد ، محمد السادس حفظه الله ، شعبه الكريم باللغة العربية الفصيحة،و يعني هذا أن ما قالته هذه الوزيرة ليس من أخلاقيات “مهنة “الوزراء… 
    جل الوزراء عندنا،إن لم أقل جميعهم ،  يتقنون اللغة العربية  الفصيحة و غالبا ما يتكلمون بها في تصريحاتهم  ومنهم من يتكلم بعامية مغربية منقحة  تقترب من اللغة العربية الفصيحة. هذا واقع لا ينكره أحد،ولكن عندما تقتضي الضرورة ذلك يتكلمون باللغة الفرنسية ، ربما لنقول عنهم إنهم منفتحون. .
محمد شريم : هل يمكن أن تكون” نجاة بلقاسم” ،و هي في فرنسا ـ بؤرة الفرنسة ـ قدوة لهم؟.
د. موسى الشامي : لا أعتقد ذلك . وزراؤنا هم قدوة لأنفسهم . عليهم فقط أن يحترموا بنود دستور البلاد . أن أتكلم باللغة الفرنسية في بعض المناسبات بحضور وفود فرنسية ،فهذا ليس بعيب و ليس فيه أحتقار للغة العربية الفصيحة …و أما السيدة ” بلقاسم نجاة” فهي فرنسية قبل كل شيء و إن كانت من مواليد المغرب (مدينة ” الناظور) . ومن الممكن أن تتأثر بها فتياتنا و يبدأن في التفكير لهجرة الوطن عسى أن يصلن إلى مرتبتها و لكن كثيرا ما تجري الرباح  بما لا تشتهيه السفن .
محمد شريم : ما الذي تخشاه على اللغة العربية بالمغرب.؟
د. موسى الشامي : الحمد لله أن حالة اللغة العربية الفصيحة اليوم بالمغرب أحسن مما كانت عليه منذ فجر الاستقلال. صحيح أن اللغة الفرنسية استفادت من الوضع و لكن العربية الفصيحة تمكنت من الصمود و هذا الموضوع تعرضتُ له في عدد من المقالات و لا أرى أن أعود إليه. تجابهنا مشكلات،و لكن يمكننا أن نتخطاها و سنتخطاها بإذن الله وما ضاع حق من ورائه طالب . أنت في الشرق و أنا في الغرب ،لكن نكتب بلغة واحدة ، أنت تفهمني و أنا أفهمك و يكفينا هذا للإجابة على سؤالك هذا .
 محمد شريم : ما هو واقع اللغة الأمازيغية ؟ هل ترى بها منافسة للغة العربية أم ضحية لتيار الفرنسة و التغريب كما هو الحال بالنسبة للغة العربية.
 د. موسى الشامي : الأمازيغية هي في الواقع أمازيغيات وعندما يُتحدث عن الأمازيغية بصيغة المفرد فالكل يفهم أن الأمر يتعلق  بأمازيغيته ( السوسية أو تمازغت أو الريفية ) . و أما الأمازيغية المعيارية فلا يفهمها الآن في المغرب إلا عدد ضئيل من التلاميذ و هي غير متداولة و ليس بها مؤلفات…صحيح أن خط ” تيفيناغ” يمكن أن يُستعمل لكتابة جميع الأمازيغيات وهو المعمول به حاليا ،وهذا يخلق  بلبلة في عقول الناس الذين يعتقدون أن الأمازيغيات المختلفة و المكتوبة بحرف “تيفيناغ” هي  لغة واحدة. ونظرا لهذا التعدد فالمسؤولون يستعملون اللغة الفرنسية وحدها في كثير من الأحيان لكي لا يجدوا أنفسهم ملزمين بالترحمة .وهذا يساعد الفرنسية على الانتشار أكثر.
محمد شريم : هل تتعاونون مع الإخوة الأمازيغ في الوقوف في وجه التيار التغريبي إن جاز التعبير؟
د. موسى الشامي : كل ما يمكن لي قوله جوابا على هذا السؤال هو أن هيئة  معروفة حاليا في المغرب و التي تدافع عن اللغة العربية الفصيحة يوجد على رأسها أمازيغي . طبعا هذه الهيئة تنتمي إلى الحزب الذي يقود الحكومة حاليا والحزب هو الذي يمولها لهذا تُكثر من الضجيج هذا في الوقت الذي كان على هذه الهيئة أن تضغط على حزبها لكي يقوم بشيئ لصالح العربية الفصيحة… هذا و لا بد من الاعتراف أن  الأمازيغ معرفون بتعلقهم  للغة العربية الفصيحة لأنها لغة الدين الذي يؤمنون به.
محمد شريم : كيف ترى مستقبل اللغة العربية في المغرب ؟
د. موسى الشامي : قلت سابقا إن حال اللغة العربية الفصيحة في المغرب اليوم هو أحسن مما كان عليه في بداية الاستقلال و كمدافع عن الضاد لا يمكن لي إلا أن أكون متفائلا بمستقبلها. الصراع سيحتدم بين اللغات المتواجدة في المغرب مستقبلا،و لكن اللغة العربية الفصيحة التي مرت بأحلك الظروف على مدى قرون من الزمن لن تندثر كما يتنبأ لها ذلك بعض المغرضين …ومادام القرآن الكريم هو الكتاب المقدس عند المغاربة ،فلا خوف على اللغة العربية الفصيحة التي جاء بها الإسلام.
محمد شريم : كيف ترى دور وسائل الإعلام؟ هل هو سلبي أم إيحابي ؟ وهل تتعاون معكم؟
د. موسى الشامي : هو سلبي و إيجابي في  آن واحد. إيجابي لأنه مع وسائل الإعلام الحديثة،المرئية بالخصوص، دخلت اللغة العربية الفصيحة  إلى البيوت العربية كلها وهذا لم نكن نحلم به في الماضي .  صحيح أن وسائل الإعلام تستعمل العاميات في بعض برامجها وهذه الأخيرة هي المستعملة في الحياة المجتمعية في البلاد العربية ، لكن اللغة العربية الفصيحة لها وجودها في هذه الوسائل و هو أمر جيد.
   ما ينقص هذه الوسائل هو تنقية اللغة العربية الفصيحة المستعملة فيها و هذا يفرض أن يكون  مقدمو البرامج في مستوى عال من التمكن من اللغة العربية الفصيحة وهذا فد يتحقق مستقبلا.
  و قد سبق لنا أن كاتبنا مقالات عدة و نشرنا بلاغات حول التعثرات اللغوية التي  تعيشها اللغة العربية في وسائل الإعلام المختلفة ولكن يمكن أن أقول بصفة عامة أن لاحياة لمن تنادي. إلا أنه نلاحظ أن الكثير من المثقفين الذين يظهرون على شاشات قنواتنا التلفزية و الذين يكتبون المقالات في الجرائد اليومية و المجلات يجيدون العربية الفصيحة وهذا ما نرتاح إليه.
محمد شريم :  أذكرأن محادثة مطولة كانت بيننا ، أنت و أنا يادكتور موسى قبل سنوات( في عام 2015 بالتحديد)حول ما تبذلونه من جهود طيبة في سبيل حماية اللغة العربية في المغرب. هل يمكنك أن تحدثني عن الذي تحقق من النجاح أو تأكد من الفشل منذ ذلك التاريخ؟
د. موسى الشامي : لا يمكن أن تتغير الأمور في بضع سنوات.لكن وجب التذكير أن الدستور المغربي  نص في 2011 على أن اللغة الأمازيغية أصبحت  مدسترة و لا نعلم ماذا يقصد الدستور ب”اللغة الأمازيغية ” و مادام أن اللغة العربية ليست وحيدة هي المدسترة فإنها ستعرف  بعض التعثرات … بالنسبة لعمل الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية فقد حركت المياه التي كانت راكدة قبل سنة 2007 حيث أصبح المغرب اليوم  يتوفر على  جمعيات عدة تدافع عن العربية وهي بالمرصاد لخصومها وقد جاءت  بعدما احتكت بالجمعية المغربية لحماية اللغة العربية . لقد كان حزب الاستقلال يناضل من أجل اللغة العربية الفصيحةو لكن صوته خفت لعوامل شتى. لا يجب أن نيأس ، و جميع الجمعيات المنافحة عن الضاد على وعي كبير  بمسؤولياتها ومرة أخرى أقول : ” ماضاع حق من ورائه طالب” .
محمد شريم :  ما هي الرسالة التي توجهها للجيل الناشئ  من ناحية و للمؤسسات التعليمية في المغرب بخصوص اللغة العربية الفصيحة؟
 د. موسى الشامي : المدرسة مهمتها الأولى هي أن تهيئ المتعلم لكي يتحمل مسؤولية تثقيف نفسه بنفسه. لهذا وجب عليها أن تضع رهن إشارته الوسائل اللازمة لذلك ومن هذه الوسائل الكبرى الكتاب ، أي أن المؤسسة التعليمة يجب أن تكون فيها مكتبة تضم الكتب باللغة العربية الفصيحة ،مادم الموضوع الذي نتحدث عنه هو اللغة العربية الفصيحة . بدون قراءة لا يمكن للتلاميذ أن يحصلوا على المعرفة التي هم في أمس الحاجة إليها . وعلى المعلمين و الأساتذة و المشرفين التربويين أن يدربوا التلاميذ على القراءة و أن ينوروا لهم الطريق في هذا المجال و أن يعملوا بكل ما أوتوا من جهد ليحببوا القراءة للتلاميذ . هذه أولوية الأولويات التي يجب أن نحرص على تنفيذها. و الأمر لا يهم فقط اللغة العربية الفصيحة بل كذلك اللغات الأجنبية التي يتعلمها التلاميذ في المدرسة.
   من جهة أخرى، إذا كنا نريد أن نحصل على القرار السياسي للترسيم الفعلي للغة العربية الفصيحة، لا بد  للمثقفين باللغة العربية الفصيحة أن يستعملوها يوميا في جميع المواقف و عندها سيضطر أصحاب القرار أن يتأملوا هذا الأمر و يعودوا إلى الصواب ، فلنبدأ بهذا…
 محمد شريم :
     أشكر لك سعة صدرك أخي و صديقي د. موسى الشامي و أنت أحد سدنة اللغة العربية الفصيحة في المغرب الشقيق، متمنيا لك و لصحبك و رفاقك الحريصين على لغة الضاد التوفيق.
( عن شرق وغرب اللندني ـ تاريخ النشر 29 ديسمبر 2018)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.