أعلان الهيدر

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

الرئيسية كلمة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني الشاعر سامي مهنا في حفل تأسيس "منبر أدباء بلاد الشام"

كلمة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني الشاعر سامي مهنا في حفل تأسيس "منبر أدباء بلاد الشام"





كلمة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في الداخل (أراضي 1948) الشاعر سامي مهنا في حفل تأسيس "منبر أدباء بلاد الشام" ـ فلسطين .
----------------------------------------------------------------------
الأخوات والأخوة الأفاضل
الأخ الروائي نافذ الرفاعي، الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين
الأخ الشاعر محمد شريم، مؤسس ومدير منبر أدباء بلاد الشّام
الأخوة في وزارة الثقافة الفلسطينية، ومؤسسة ابداع
الأخوات والأخوة الشعراء والكتاب، الحضور الكريم 
      أعتذر لعدم تمكنّي من الحضور، وذلك لمشاركتي في نفس الساعة في أمسية في مدينة الطيبة، في ذكرى شاعر العروبة والمقاومة سميح القاسم، رحمه الله،  وشكرًا للأخ الكريم الشاعر محمد شريم، الذي أتاح لي فرصة إسماع هذه الكلمة، دون حضورٍ فعلي، وهذا التزامن في الأمسيات، التي تتعانقُ فيها أصوات الشعراء، في أرجاء الوطن، يشيرُ إلى الانتماء والوجدانِ والرؤية العابرةِ فوق القنطرة المتجاوزة لأحداث التاريخ والواقع السياسي، فتتجلى فلسطين بكامل بهائها وصفائها ونقائها وضيائها وارتقائها، نحو سدرة منتهى الأرواح والنفوس والرؤى التي تعترفُ بالألوان الوهمية والجدران الفاصلة، فلا خط أخضر يستطيع أن يغيّب الإنسان عن تاريخه ووجدانه، ولا جدار فصلٍ  يستطيع الفصل بين أبناء الأرض الواحدة والشعب الواحد، ويخطئ بمعادلات الحساب، كلّ من لا يعرف المعادلة الوطنية اليقينية 48 + 67 = 1، هذه هي ثقافية الوعي الفلسطيني التي لا تقبل القسمة والتقسيم والانقسام، فبعد  أكثر من سبعة عقود لا يزالُ القمرُ بالنسبة للفلسطيني المتواجد في الشتات يغتسل في بحيرة طبريا، ويصعد من خلف أسوار عكا، ويفرش ضياءهُ على الكرمل وشاطئ يافا، ويخشع لأصوات كنيسة المهد في بيت لحم، ولا تزالُ بوصلتنا جميعًا تتجه إلى القدس، وتتقدم نحوها، لأن الاحتلال زائلٌ وان طال الزمن.
 أيها الأخوات والأخوة
       للأدب دور كبير في صياغة المجتمعات والأفراد، وتطوّر الصيرورة البشرية، فهو رافدٌ هام من روافد الفكر والإبداع ، ويشكّل جزءًا هامًّا من جوهر وسمات الحضارة الإنسانية. وللأدب دور رياديٌ واستشرافي في قراءة حاجة التغيير والتأثير الفعّال في عملية تطوّر الإنسان، وجدلية علاقتهِ مع نفسه والكون. ولاشكّ أن تطوّر الأدب وتأخّره رافق تحَّرر الشعوب وتقهقرها. والمثال الأكبر في تاريخنا العربي هو تطوّر الأدب وتدرّجه إلى مستويات رفيعة في الفترة الذهبية وتراجعه في قرون النكوس، التي لا تزال تُلقي بظلالها الطويلة على حاضرنا العربي، فالأدب ذاتٌ ومرآة وبوصلةٌ وقوةُ تنويرٍ وتأثير وتغيير.

     وتقوم النهضة والتطوّر والتحضّر على أسس العلم والفكر والنقد والإبداع التي تشكّلُ الثورة والتغيير المرتكزين على أعمدة الحريّة والحداثة والانفتاح والمساواة، ليقوم عليه بنيان رقي الإنسان وتحضّره، وتشكّل لغة الإنسان هُويّته وهي عصب ثقافته، وقد يؤدي ضياعها أو حتّى تقهقرها إلى ضياع شخصيّة الفرد والجماعة، وإلى شلل ثقافي، وانقراض بالمفهوم الحضاري.
      لذلك فكلّ جمعٍ يعلو فيه صوتُ الشعر وكلمةُ الأدب، هو مدماكٌ آخر في بنيان ثقافتنا وتطورنا، وسعينا نحو التحرر، فالأدب بالنسبة لنا هو قلعةٌ صامدة وخندقٌ صلبٌ وكنانة لا تنضب سهامها، وفعلُ جمالٍ لا تذبلُ أوراقهُ، طوبى لكم، وطوبى للقابض على الأدب في زماننا، وطوبى لكلّ حاضرٍ في حشدكم النوعي، ونحن على العهد، حتى التحرّر وقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني المُبارك بالمقدسات ودماء الشهداء، وعاصمتها القدس الشريف
                           والسلام عليكم ورحمة الله

                                                                 أخوكم سامي مهنا

25/8/2019م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.