أعلان الهيدر

الاثنين، 2 ديسمبر 2019

الرئيسية خاطرة " ميخائيل رشماوي "

خاطرة " ميخائيل رشماوي "






خاطرة 
 



دخلت عنده في مشغله المتواضع لخياطة الملابس ؛ ليخيط لي شيئًا ، ، كانت أمارات التّعب والقهر والكبر باديةً على وجههه النّحيل المجعّد ، رأيتُه مهمومًا حزينًا ، متبرّمًا يردّ على الهاتف بانفعالٍ وبتوتّرٍ ظاهر . لمحت كلَّ علامات البؤس والعوز في محيّاه قلت له:

-        مالك يا أبا سمير . شو في؟
-        لا أعرف ولكنّني متضايق جدًّا ، وأحيانًا تصيبني هذه الحالة النّفسيّة السّيّئة ، وأحيانًا أبكي بصوتٍ مسموع وتنهمر دموعي فجأةً ، حالة لا أستطيع لها تفسيراً.
 
 أطرقتُ أفكّر في حال هذا الرّجل الّذي تجاوز السّبعين وما يزال يعمل ويخيط الأثواب من نور عينيه وغيرها ممّا يأتي به النّاس من أشياءَ تحتاج إلى تصليح ؛ وذلك ليعيل عائلته التي ليس لها معيل. وقلتُ في نفسي : لا بدّ أنّ هذا الرّجل المكافح وهو منهمكٌ في عمله تدور في رأسه قضايا كثيرة تؤرّقه وتزعجه ، ولكنّه لا يريد الإفصاح عنها . هذا الرّجل ببساطة في حالةِ فقرٍ وبؤسٍ شديد ، وحين يفكّر بها تنهمر دموعه مدرارًا.

كم تألّمت وكم حزنت لحال هذا الإنسان ! وأكيدٌ هو ليس وحده في هذه الحياة، كثيرون مثله يعانون ويتألّمون ، وغيرهم في الغنى ونعومة العيش يرغدون . وجال في مخيّلتي هذان البيتان من الشّعر الّلذين قرأتهما سابقًا:

يمشي الفقير وكلُّ شيءٍ ضدّه والنّاس تغلق دونَه أبوابَها
 وتراه ممقوتًا وليسَ بمذنبٍ ويرى العداوة لا يرى أسبابَها

ميخائيل رشماوي " بيت ساحور " 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.