أعلان الهيدر

الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

الرئيسية ولدتُ وفي فمي كلمة " فرحان الخطيب "

ولدتُ وفي فمي كلمة " فرحان الخطيب "



ولدتُ وفي فمي كلمة

فرحان الخطيب يتكلم " تداعٍ حر "

حاورته رئيسة التحرير: الأديبة عفاف خلف.

الكلمة طائرٌ حر يحط حيث يكون شاعر، يغزل بأصابعه ما شاء من ريشٍ يمزجه بطين الخلق فيهب الطير أجنحةً ويحلّق، يا رب هذا طين الخلود وقد أتاني على وهنٍ فامنحني غيضٌ من فيوضاتك ليصير ضوء .. وكان لقاؤنا ..



لغةٌ شفيفةٌ كحلم، رقراقةٌ كجدول تنساب من بين أصابعه فينسج خيوطها قصائد للشمس وللحرية وللإنسان ولد شاعرنا في قرية شعف في شتاء ١٩٦٠، وهي تتبع لمحافظة السويداء في سوريا ، قرية موسومة بارتفاعها الشاهق ، وتصنف بأنها أعلى قرية مسكونة في سوريا احصائيا ، تكللها اشجار اللوز ، والكرمة ، تسعدني اطلالتها ، ونقاء اجوائها ، وصفاء جوها ، وعطر اشجارها الذي يضفي على علوها جمالا ونضارة  شعف كالندى تطل عليها خيوط من ربا الشمس فقامت تغني،  فهي كالصبح في خيال الصبايا، وكالبدر في دروب التمني، قريتي الحب وقراءتي في ذراها، حين كنا صغاراً وكبرنا ، ولا ازال ، كأني ...



 انتمي لأسرةٍ فلاحيةٍ عركتها الحياة بالتعب والجد، كما زينتها المحبة ، فأنا الولد العاشر وبعدي ثلاثة، وأبي كان رجلا وقورا متنورا، وأمي كذلك تحضنا على نيل العلم، إلى أن توفاهما الله والحياة تحفهما بوداع جميل.

 حصلت على اجازة في اللغة العربية ودبلوم تربية من جامعة دمشق، وعملت رئيسا لمركز ثقافي أشرفية صحنايا في ريف دمشق ونلت بعض الجوائز الادبية منها جائزة الزباء، عضو اتحاد الكتاب العرب، جمعية الشعر، عضو جمعية الادب الشعبي في سوريا .عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين . حائز على عشرات التكريمات من وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب وجهات نقابية واهلية اخرى   .








بدأت بكتابة الشعر في المرحلة الاعدادية ، ولكنها محاولات تبرعمت في الثانوية ، وكان لي مخطوط بعنوان ( ورود تتفتح ) وحين دخلت الجامعة تابعت كتابة الشعر، واصطفيت بعضاً من قصائدي الأولى لاصدر باكورة اعمالي الشعرية ( نواقيس الضحى ) عام 1986 ، وتوالت مجموعاتي  ( ظِلٌّ في الصحراء ) ( نبْضٌ خارج الجسد) ( مَرَّ الهوى  ) ( تعال ياقمر - شعر للاطفال )  ( أتيتُ إليّ .) ( بوح ) (  ليس إلاّ ) وفيضُ قلب مجموعتي هذه صدرت في العام 2019 حيث تضمنت العديد من القصائد الوجدانية والوطنية والرثائية ، وقدحفلت بباب خاص بالومضة الشعرية العامودية بأكثر من ثلاثين ومضة.  تفاوتت بين البيتين وخمسة أبيات كقولي 
 :

 لي أنْ أهزَّ قصائدي

حتى إذا وقعَ القمرْ

 أيقنتُ انّ غرامها

في بِرْكةِ القلب انهمرْ 


أكتب المقالة ومحاضر في المراكز الثقافية، ولكن الشعر هو هاجسي الاول ، اذ أعبّر به عن خلجات نفسي ، وما يحف بها من انشغالات فكرية وحياتية، وطنية وقومية كانت أو إنسانية.

والمتابع لتجربتي الشعرية من النقاد ، تحدثوا عن توزع وتنوع أغراضي الشعرية، من الذات، إلى الأعم الأشمل. وللغزل الحظ الوافر في جعل شريكة الرجل في موضعٍ مهاب من الجمال، والاعتداد بتلك الصورة الأنثوية الحمالة للروح الجاذبة في بناء الحياة بكل مساربها، ولهذا تراني ماضياً في التجريب واستكناه جوهر الشعر الكامن في ذروة النفس البشرية، لأنه يصوغ الحياة ومصاعبها وآلامها وآمالها بجمالية البوح عبر لغةٍ شاعريةٍ عالية .



فقد ولدت وفي فمي كلمة، وفي خيالي أجنحتها، ولم يبق لي إلا أن اعتاد النطق لتنطلق كلماتي في آفاق الشعر، فهيأت نفسي عبر المطالعة، والمثابرة في الدراسة.

ولأنني كنت ذا صوت جهوري يشد أساتذتي وزملائي عند أي مناسبة، فقد كنتُ حنجرة النشيد، ماعزز شعوري بأنني شاعر، ولم أتوان منذ مراحلي الدراسية الاولى عن اقتناء الكتب الادبية، واستعارتها ، وقراءتها، باحثاً عن الأجمل والافضل. وقد توافر لي مدرسون شجعوني على المضي قدماً. وما أن وصلت الجامعة، وجدتني على أبواب نشر قصائدي في الصحف والمجلات السورية، محتفيةً بما أكتب.


وقد احتفيت بذاتي أيما احتفاء، حينما صرت أقرأ اسمي بين أسماء الشعراء، فاعتبرت انني مشيت الخطوة الاولى في طريق التعب الجميل، داخلاً في غواية ملاحة الحالة الشعرية، ولمّا ازلْ...


لماذا أكتب! أكتب لأمرين،، الأول انني لااستطيع كبت ما أشعر به من فورات الذات البشرية، فردية كانت أو جمعية، ومن فورات انسجام الذات البشرية مع مايحيطها ويعمل في تطور أمزجتها وحياتها. والأمر الآخر هو الملكة الادبية التي وهبني إياها الله ليجعلني قادراً على صياغة ماذكرته أولاً، فبدون الشعر، بدون الجمال، بدون ذاك العبق الذي تصطاده الكلمات ليغدو لوناً تضمحل الحياة وتغدو قفراء في نظر الشاعر، وبالتالي أتصحر وتذبل ازهار الحياة، والروح أيضاً.


 وللكتابة في " معبدي " طقوس، وربما يكون الليل أفضل الأصدقاء من حيث اختيار الوقت، أما كيف تكون طقوسي، فأراني متأبطا سهام اصطياد اللحظات الشاعرة التي تمر غزالات معنى على سهوب طافحة باللغة الشارقة والماتعة، فإذا ما استطعت اقتناصها فإنها إلى الإنفلات حتماً،  لحظتها أقف حائرا متذكراً إذ لاتنفع الذكرى، لذا أجدني مشدوداً إلى لحظات الاصطياد، كوترٍ مشدود ينتظر " غزالته " فيندفق دم القصيد، وما أن تتجمع لدي طيور اللغة الزاهية، حتى أبدأ بالرعاية والإهتمام وإعمال الترتيب والاصطفاء والاختيار، لأرى قصيدتي الحسناء التي أحب، بل التي أتوجها مليكتي في أجواء إكتمالها الجمالي الوهّاج.

أقول للقراء وحسب تجربتي الحياتية أن القراءة التي تنتج الثقافة في المحصله هي أمر ضروري لبناء شخصية الفرد، وفي النهاية يترتب على ذلك بناء ثقافة مجتمع ، بل حضارة أمة ، وأن إحصاءات اليونسكو لنسبة قراءات العرب، هي نسبة ضئيلة قياساً إلى الأمم الأخرى المتقدمة، ولذلك تردت عندنا معايير التقدم بشكلٍ عام ، بل أزيد على ذلك أن عقلنا العربي الآن مصاب بنكسة ثقافية واضحة، برزت في ظهور حوامل مجتمعية ترتد للوراء، مثبطة ومحبطة بعيدة عن آمالنا التي بنينا عليها آمالا عريضة بعيد تحرير دولنا العربية من نير الإستعمار الغربي في مطلع النصف الثاني من القرن العشرين، وهذا يقودنا إلى أن الثقافة أيضاً يجب إنتقاؤها ما بين ثقافة تنويرية مستقبلية تماشي أحلامنا، أو ثقافة تدميرية تنسف الحلم العربي في التحرير وبناء الانسان .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.