أعلان الهيدر

الأربعاء، 19 فبراير 2020

الرئيسية من (خواطر) الكاتب أحمد الصيفي.

من (خواطر) الكاتب أحمد الصيفي.




* الكاتب أحمد الصيفي .
 أمين سر مجلس إدارة "منبر أدباء بلاد الشام" ـ فلسطين.

أرى سنابل؟! 

       لا تَسمحُوا للشِّموعِ أنْ تنطفِئَ فوقَ وجوهِ الكلمات، وإنْ اختبأتْ أحلامُنا بينَ الجِرَاحَات، غَدُنَا العُذريُّ آتٍ برائحةِ الغابات.. صوتُ أجراسٍ وأعراسٍ يأتي على جَنَاحِ سَحَابة، أيَّامٌ بلا جوعٍ بلا يَبَاسٍ بلا كآبة.. أرى سنابلَ تُضيءُ الحقول، وَوَطَنًا جميلًا بِلونِ الفصول؟؟!!

قلمي يَكرَهُ؟!

     قلمي بِصحةٍ وشباب، لم تزلْ رِئَتاهُ تمتلِئانِ بالهواء، لم يَزلْ يَعْرَقُ ويُلوِّنُ الكلمات، يَتَّخِذُ مِنَ الأوراقِ مَرَايا، يَسْرُدُ الحَكايات.. هو عاشقُ بَدَوِيٌّ، يَجُوبُ الصَّحراءَ باحثًا عنِ الواحاتِ.. قلمي يكرَهُ العتمةَ والرَّقصَ على الحِبال؟؟!!

يَلوحُ ضِياء؟!

     النَّفسُ ظمْآنةٌ، تحكي أسرارَها للوردِ كلَّ صَبَاح، تَهْمِسُ في أُذُنِ الرِّياح، اغترابٌ دَفُوق، يَسْري في العُروق، لُهاثٌ نحوَ الأمس، تَزْحَفُ الأغنياتُ والأمنياتُ اتِّجاهَ الشَّمس.. يَلوحُ في تلك الغيمةِ ضِياءٌ وماء؟؟!!

لن يموتَ الزَّهرُ؟! 

     يَلفَحُ الأطرافَ بَرْدٌ، وفي الأحشاءِ جمرٌ، تكتظُّ الحكاياتُ والرَّغباتُ في عينِ الشَّمسِ، ارتديْنا الفصولَ، خبَّأنا أحلامًا تحتَ الحجارةِ وفي الظِّلال، أسْكنَّا أحلامَنا صوتَ العصافيرِ ورائحةَ البرتقال.. لن يموتَ الزَّهرُ على وَجْهِ التِّلال؟؟!!

تلك الحياةُ؟!

     سنبقى نَشربُها حتَّى الثَّمالةَ، ويا لِشرابِها، هي كأسٌ دِهاق بدمعِ الأحداق... ننامُ ونصحو، وفي أجسادِنا جوعٌ إليها وظمأ... يتثاءبُ النُّعاسُ، والحنينُ مِلْءُ الكاس، ونايٌّ عاشقةٌ تُغنِّي، يا لِطيبِ الأنفاس؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.