إياد شماسنة ينظم "ما لم يقله الهدهد!"

ما لَمْ يَقُلْهُ الهُدْهُدُ

شعر: إياد شماسنة .

* شاعر وروائي ومترجم. عضو مجلس إدارة منبر أدباء بلاد الشام ـ فلسطين

أَبوحُ، وَلا أَبوحُ لِغَيِر قَوْمٍ؛

 يكون بِساحِهِمْ قَوْلُ الرِّجالِ.

وَما كانَ الفَتى العَرَبِيَّ فيهِمْ سِوى

رَجُلِ المَدى في كُلِّ حالِ.

فَيَعْشَقُ حينَ يَعْشَقُ كُلَّ حُسْنٍ،

وَيَثْمَلُ حينَ يَثْمَلُ بالجَمالِ

***

أَقُصُّ لَكُمْ

مِنَ الرُّؤْيا حَديثاً

خَصيبَ الوَهْمِ مُنْقَطِعَ المِثال

 يَلوحُ لَنا

بعُرْضِ الصَّيْفِ غَيْثٌ

وَقَدْ جَفَّتْ عَلى النّاسِ الأعالي

وَشَمْسٌ  في الصُّدورِ لَدى رِجالٍ

كَأنَّ لَهُمْ عقوداً مِنْ لألي.

وبحرٌ مِنْ بُحورٍ زاخِراتٍ

يَسيرُ مِنَ السُّهولِ إِلى الجِبالِ

وَقَلْبٌ دونَ صَدْرٍ يَحْتَويهِ

يُعاني البَرْدَ

 مِنْ ريحِ الشَّمالِ؛

فَيُسْجَنُ عِنْدَ إِخْوَتِهِ وَحيداً

 وَتَأْكُلُهُ الذِّئابُ

 وَلا مُبالٍ

***

أرى أن السَّرابَ يُقيمُ دَهْراً

وَيْرْتَحلُ الدَّليلُ إلى المُحالِ.

وَتَأَكْلُنا الطَّريقُ

بِكُلِّ سِنِّ

وَنَأْكُلُ شَوْكَها مِثْلَ الجِمالِ

سَنوغِلُ في الكَلامِ،

 فَلَيْسَ يَبْقى

سِوَى القَوْلِ المُحَنَّطِ في المَجالِ.

***

 أرى هامان

يعلو في صروح

على جثث الضحايا في التلالِ

أرى تبرير الموائد في دمانا

على دَمِنا المكدَّس والمُسالِ

أرى، وأرى،

ولا أجد التمادي

سوى حق الحقيقة في الخيال