أعلان الهيدر

الاثنين، 20 أبريل 2020

الرئيسية محمد بشير الدحدوح : "هناك!"

محمد بشير الدحدوح : "هناك!"







هناك!

شعر: محمد بشير الحدوح

*منبر أدباء بلاد الشام ـ سورية.

هناك"..
قادمٌ من "هناك".. هل تعرفينه؟
راحلٌ عن "هناك".. هل تذكرينه؟
يا لَهذا الْ "هناك" كم يتشظى
مقسماً بالوداد ألّا يخونه
طاف حول الغرام خمساً ولمّا
يُنهِ أشواطَهُ..فهل تمنعينه؟
قد أطال الوقوف يَرمي التفاتاً
للقريب البعيد يُزجي شؤونه
والبعيد القريب يغتال صفوي
يغلق الليل والصدى والسكينه
مزقتْ صوتَهُ صياصي ضبابٍ
خلف جدرانها يُماري أنينه
فالتفتْ يا "هناك" نحو ربيع
يوم كُنّا زهورَه وغصونَه
يوم كُنّا والغيمُ ملكُ يدينا
نُغدق الحبَّ ثم نُجري مَعينه
**********
قادمٌ من "هناك".. هل تعرفينه؟
راحلٌ عن "هناك".. هل تذكرينه؟
يا لَهذا الْ "هناك" كم يتشظى
مقسماً بالوداد ألّا يخونه
طاف حول الغرام ستاً ولمّا
يُنهِ أشواطَهُ..فهل تمنعينه؟
ينقرُ الخوف في شَغاف فؤادي
كيف للعود أن يُداري رنينه
والحنايا "هناك" تُقطَف.. آهاً
تلو آهٍ.. ثم تجثو حزينه
في خفاءٍ من السؤال مُريبٍ
وانتظارٍ تَلوب فيه رهينه
لا هلالُ الرجاء يُذكي سِراجاً
أو مَساسُ النسيان يُطفي حنينه
أنشبَ الظنُّ مَخلبيه فأدمى
جبهة الصبح ثم أطفى عيونه
**********
قادمٌ من "هناك".. هل تعرفينه؟
راحلٌ عن "هناك".. هل تذكرينه؟
يا لَهذا الْ "هناك" كم يتشظى
مقسماً بالوداد ألّا يخونه
طاف حول الغرام سبعاً ولمّا
يُنهِ أشواطَهُ..فهل تمنعينه؟
أنت كالشكِّ يا "هناك" عميقٌ
بالغريب العجيب حاك جنونه
أم نسيمٌ من الحنان سَداهُ
والندى لُحْمَةٌ ولا تَلبسينه
أم شراعٌ أنشرتُه من فؤادي
يُمسك الريح إن تُضلَّ السفينه
من عبيرٍ "هناك" ضَمَّخْتُ روحي
فانتشى زنبقي وأرخى ظنونه
للفَراشِ الغريبِ آنس موتاً
في فِراشِ اللهيب يلقي فُتونه
**********
قادمٌ من "هناك".. هل تعرفينه؟
راحلٌ عن "هناك".. هل تذكرينه؟
يا لَهذا الْ "هناك" كم يتشظى
مقسماً بالوداد ألّا يخونه
طاف حول الغرام عمراً ولمّا
يُنهِ أشواطَهُ..فهل تمنعينه؟
كم تَغاويتِ في كُرومِ ودادي
تقطفين الوفا ولا تشربينه
من رمادٍ "هناك" تُورين عَتْباً
كالبروقِ المِراض لا تظهرينه
لا تلومي إذا خبزت رحيلاً
طالما كنتِ ماءه وطحينه
تاركاً للعتاب ظلاً يتيماً
طيَّ حِرمانه يُخافي سَخينه
فاتركيني أغامسُ البعدَ وحدي
قادمٌ من "هناك"..
لا..
تعرفينه..

محمد بشير دحدوح
:النابغة الرّندي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.