"المنبر"
كجماعة أدبية مستقلة.
بقلم: محمد
شريم
*المنسق
العام لـ"منبر أدباء بلاد الشام"
منذ أن كان
لي شرف الإعلان عن تأسيس "منبر أدباء بلاد الشام" في أواسط العام
المنصرم، حمل "المنبر" وصفاً ، وأصبح هذا الوصف شعاراً لكل ملتحق بركب
هذه الجماعة الأدبية من أدباء بلاد الشام ، وهو الوصف الذي ينص على أن المنبر
"جماعة أدبية مستقلة" .
ولا أخفي أن
هذا الوصف هو مثار تساؤل عند بعض الأدباء أحياناً ،من أعضاء المنبر ومن غيرهم ،
باعتبار أن من الصعب على الأديب أن يكون "محايداً" وهو المعبر عن ضمير
الأمة والأمين على حلمها وتطلعاتها.
وعندما كان
يوجه إلي هذا السؤال ، أو إلى أحد من زملائي ، كان جوابنا هو التأكيد على كل ما
ذكر عن مكانة الأديب وأهمية رسالته ، وهذا بالضبط ما كان يدور في أذهاننا، ونحن نؤكد
على ضرورة أن يتجنب "المنبر" كجماعة أدبية أية اصطفافات فئوية ، وذلك
لسببين : الأول منهما، هو الرغبة في أن يحافظ الأديب داخل "المنبر" على
مكانته الفكرية ورسالته الأدبية بعيداً عن أية تأثيرات لا تمت إلى الأدب بصلة .
أما السبب الثاني ، فهو أن نجنب "المنبر" أية ارتدادات غير مرغوبة ، حتى
يبقى حديقة تتألق فيها كافة أشكال الأزهار وجوهرة تشع منها جميع ألوان الطيف دون
أن يبغي أحدها على الآخر.
ولكن ، هل
تعني "استقلالية" المنبر أن يصادر من الأديب الداخل إليه حقه في أن يكون
له توجهه الفكري أو انتماؤه الفئوي الخاص في وطن عربي مضطرب، ومنطقة مستهدفة، وأمة
مغلوبة على أمرها؟ بالطبع لا. فاستقلالية "المنبر" لا تعني "حيادية"
الأديب في الدفاع عن قضايا شعبه وأمته والإنسان المظلوم أينما كان ، فالأديب أجل
من أن يصادر منه هذا الحق وأسمى، ولكن ذلك يعني أن من الضرورة أن يعلق الأديب معطف
الانتماء الفئوي على المشجب أمام "المنبر" كلما دخله لمزاولة نشاطه فيه
، حتى يبدع في حوزة المنبر كأديب ، وكأديب فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق