أعلان الهيدر

الخميس، 6 يناير 2022

الرئيسية كلمة المنبر: "منبرنا" والأشكال الشعرية.

كلمة المنبر: "منبرنا" والأشكال الشعرية.

 



بقلم: سمر أحمد تغلبي.

*شاعرة من سورية، عضو اللجنة التنسيقية العليا لمنبر أدباء بلاد الشام.

    في غمرة تلاطم الأفكار وتبادل الادعاء بامتلاك مفاتيح الشعر ونواصي الإبداع، يجد منبر أدباء بلاد الشام نفسه واقفاً وسط هذه المعمعة ملتزماً النأي بالنفس عن كل هذه الصراعات التي لا يقع ضحيتها إلا الشعر الذي يتعلق الجميع بأذياله.

    ولكن النأي بالنفس لا يعني أننا لا نمتلك موقفاً ثابتاً حول ما يختلف عليه أنصار الأشكال الشعرية المختلفة، فمع أن الجميع يدرك أن "المنبر" لا ينحاز لشكل شعري دون آخر، لكن لا يمكن أن ننفي أن الشعر الذي كان  ديوان العرب إنما هو الشعر العمودي ذو الشطرين، ففي مرحلة ما من مراحل التاريخ كان الشعر حاملاً لما يجري من أحداث في ميدان الحرب والسلم على حد سواء، وفي هذه المرحلة كان الشعر العمودي ينساب من ألسنة العرب بليغاً مطواعاً مموسقاً دون تكلف، ما جعل منه أداة التعبير الأساسية عن الأحداث إضافة لدوره اللغوي والجمالي.. لكن التطور الذي طرأ على عمليات التأريخ جعلت دور الشعر في هذا السياق يتراجع نوعاً ما، فبات التوثيق في الشعر مكملاً لما يتم تدوينه بحضور الوثيقة التاريخية... وأصبحت الوظيفة اللغوية والجمالية هي الأساس، ما جعلها سريعة التطور، فنشأ الشعر التفعيلي كابن شرعي للقصيدة العمودية حيث لم يخرج عن تفعيلاتها، وإنما يختلف عنها بعدد التفعيلات في المقطع الشعري الواحد. ثم مع انتشار الترجمة وتأثر بعض  الأدباء بالأدب العالمي ظهر ما يسمى بالشعر النثري الذي يتفلت من كل الضوابط الإيقاعية ليعلن إبداعه بالصورة الشعرية.

    وإذ ينطلق المنبر من ديوان العرب فإنه لا ينكر شعر التفعيلة كشكل إبداعي متفرع عن شعر الشطرين، ولا يمكنه إنكار النثر الإبداعي الذي تعلو إيقاعاته الداخلية وصوره الشعرية ليصل إلى ذائقة القارئ إبداعاً مغايراً.

--------------------------

صفحة "منبر أدباء بلاد الشام" الأسبوعية ـ جريدة "كواليس" الجزائرية الورقية ـ تاريخ النشر 23/11/2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.