12 أبريل, 2025

أعلان الهيدر

الأحد، 6 أبريل 2025

الرئيسية "منبر أدباء بلاد الشام" وطائر الفينيق!

"منبر أدباء بلاد الشام" وطائر الفينيق!

 



بقلم: داود أبو شقرة.*

* مستشار جمعية "منبر أدباء بلاد الشام في فلسطين" بالجمهورية العربية السورية.


عندما قال عبد الرحيم محمود:

"سأحمل روحي على راحتي

وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق

وإما ممات يغيظ العدا"

فإنه بهذه الرؤيا لم يكن انتحارياً، ولا انغماسياً بقدر ما كان فدائيا، وهو الأستاذ المدرّس في جامعة النجاح، الذي زاوج بين النضال بالقلم والنضال بالسلاح، وذهب إلى المعركة ليسر َّ الصديق ويغيظ العدا.

     إنه الإيمان بعدالة القضية، ولذلك أرسلتُ له برقيات أشدد فيها على روحه النضالية التي هي مفتاح لحياة الأمم:

"وحين يموت النشيد على الشفة العاشقة، فإنك لست الوحيد، يغني لصمت الخواء، ترنيمةً صادقة"...

     وحين ينطلق "منبر أدباء بلاد الشام" من فلسطين فإن هذا يحمل دلالات عدة تذكيرا بجذوة النضال لقضايانا القومية العادلة:

الدلالة الأولى: هي أن شعور الأخوة عرب فلسطين بانتمائهم الوطني والقومي، في الوقت ذاته أمر يدعو إلى الفخر، وهم الذين عانوا من الإلغاء والإقصاء لألف عام، أي منذ الخلافة الفاطمية، فما أن انزاح حكم المماليك حتى بدأ حكم العثمانيين، ثم الأنكليز، ولم يهنأ عرب فلسطين بالاستقلال سوى شهرين في ظل المملكة العربية السورية التي ناضلوا لأجل قيامها، حتى دخل الاستعمار الإنجليزي، وفي يوم خروجه ١٥ أيار ١٩٤٨ أعلن دافيد بن غوريون قيام "إسرائيل". إذا فشعورهم الوطني والقومي كان عملاقا وهم الذين لم يتمتعوا باستقلال أو حرية سياسية.

الدلالة الثانية: هي الإبقاء على قبس الشعور بالانتماء الوطني والقومي أي: (لسوريا الكبرى التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير) وأن القضية الفلسطينية هي بوصلة النضال الصريح والصحيح لجمع العرب في وحدة شعورية من المحيط إلى الخليج ، يقوده الفكر الذي لا ينعرج في زواريب السياسة حاملا مشعل النضال كمنارة لمّاحة تنير الطريق الى الغرض الأسمى في قيام الدولة العربية الديمقراطية التي تعترف بالجميع، وللجميع متساوين في الحقوق والواجبات.

     إن الفكر هو النضال بالقلم إلى جانب النضال بالسيف لانتزاع الحقوق المشروعة لشعب يعشق الحياة الكريمة له ولغيره، لإقامة وطن موفور الكرامة تحت الشمس، يعكس الفكر الإنساني الحقيقي الوهاج لسعادة الإنسان ونمائه.

     إن "منبر أدباء بلاد الشام" يؤكد ما قاله المستشرق الروسي اليكسي بازيلي في كتابه (سوريا وفلسطين) الصادر عام ١٨٤١م : " لأمر ما سُميت الشام قلب العروبة النابض" تلك الجملة التي أعاد إنتاجها في خمسينات القرن الماضي الزعيم العروبي جمال عبد الناصر إيمانا بقدرة بلاد الشام على تمثل أسطورتها طائر الفينيق، الذي يولد من رماده ليتجدد أبداً.

----------------------------------------

*إعلامي وباحث وأديب. رئيس جمعية المسرح في اتحاد الكتاب العرب - سورية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.