بقلم : ميخائيل رشماوي
*نائب رئيس مجلس إدارة منبر أدباء بلاد الشام ـ فلسطين
كان أحد الأشخاص يسوق سيّارته في أحد شوارع
بلدته ، وصل إلى شارعٍٍ آخر وإذ أمامه في وسط الشّارع حجرٌ كبير ، وعلى بُعد خطواتٍ من الحجر كان
هناك طفلٌ لم يتجاوز العاشرة من عمره ، أوقف السّائق سيّارته ، ونظر إلى الطّفل هنيهةً وكاد أن ينزل منها ليزيل الحجر ، وليواصلَ المسير ،
ولكن حدث ما لم يتوقعه ، تقدّم هذا الطّفل
وبسرعة وأزال الحجر إلى طرف الشّارع ، يا
الله كم كان هذا العمل رائعًا ! لم يطلب
منه أحدٌ ذلك ولكن كانت مبادرةٌ سريعةٌ
منه ، ماذا فعل السّائق عندها؟ فتح زجاج السّيّارة وابتسم للطفل ابتسامة شكرٍ
وتقدير أتبعها بعبارة (يسلموا ايديك) ،
إنّكم لن تصدّقوا ماذا حدث . ركض الطّفل
مبتعدًا وابتسامةٌ كبيرةٌ ترتسم على قسماتِ وجهه شاعرًا بأنّه قد قام بعملٍ ما جيّد استحقّ عليه الشّكر .
هذه
هي الأخلاق التّي يجب أن ننمّيها في نفوسِ أطفالِنا ، الممارسة الهادفة ، العمل
التّعاوني ، حب الآخرين ، حب المجتمع ، حب الوطن ، هذه هي الأخلاق التي نريدها : وصدق الشّاعر معروف الرّصافي حين
قال:
هي الأخلاق تنبتُ كالنّباتِ إذا
سُقِيت بماء المكرماتِ
وأمير الشّعراء شوقي حين قال :
إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق